جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
إذا كان اسم البلدة غير مضاف يرجى التواصل مع إدارة الموقع, اتصل بنا
ومن الجدير بالذكر أن ظاهرة تعيين شخصيات من نابلس من عائلتي النمر وطوقان وغيرهما في أواخر القرن الثامن عشر، لم تتكرر في العقود الثلاثة الاولى من القرن التاسع عشر. ويبدو أن الدولة العثمانية أرادت مكافأة العائلات النابلسية وتعزيز مكانتها أمام محاولات ظاهر العمر التوسعية من الجليل الى جنوب فلسيطين. أما بعد القضاء عليه وقيام حكم مستقر لأحمد باشا الجزار وحلفائه في عكا، فلم تجد الدولة العثمانية ضرورة لمثل هذا التعيين، الذي يبدو انه حمل مخاطرة ببسط نفوذ هذه العائلات النابلسية في منطقة حساسة، مثل القدس، تضم الأماكن المقدسة مقصد الحجاج والزوار كل عام. وقد عاد بعض النابلسيين إلى تولي متسلمية القدس في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، أيام حكم محمد علي للمنطقة. فقد تعاونت هذه العائلات، في البداية، مع حكم محمد علي وإدارته، وبرز منها آل عبد الهادي وحلفاؤهم آل قاسم الاحمد. لكن سرعان ما انقلب هؤلاء (قاسم الأحمد) على سياسة محمد علي وقادوا مع غيرهم من أبناء النخب المحلية ثورة 1834 كما هو معروف.
للمزيد: لواء القدس في أواسط العهد العثماني
عادل مناع
إنقسمت العائلات المتنافسة في جبل نابلس إلى فريقين، ترأس أحدهما آل جرار والنمر، بينما تزعم الفريق الثاني آل طوقان. وقد شغلت شخصية واحدة من آل طوقان، هو موسى بك، منصب متسلم لواء نابلس 16 عاما (ليست متتالية)، أي نصف الفترة موضوع هذه الدراسة.
عائلة أبو السعود عرفت في القرن الثامن عشر كأسرة صوفية، انتسب بعض أبنائها إلى طريقة عبد القادر الجيلاني، وكان محمد أبو السعود أحد كبار مشايخ الصوفية في فلسطين، وشيخ الطريقتين الخلوتية والقادرية في بيت المقدس. ولم يحاول هذا العالِم الصوفي تقلد مناصب إدارية معظم حياته، وإنما اكتفى بدوره في نشر طريقته، وإقامة طقوس الذكر في تكايا المدينة وزواياها. أما ولداه أحمد ومصطفى، فإنهما تقلدا إفتاء الشافعية ونيابة الشرع على المذهب الشافعي. وعلى الرغم من أن الشيخ محمد ابو السعود لم يحاول الحصول على مناصب رسمية في أجهزة الدولة، فإن مكانته كانت عالية عند رجالها، إذ كان اسمه يدرج في رأس المعنونين في الأوامر السلطانية ومراسيم ولاة الشام ومتصرف القدس محمد باشا أبو المرق وغيرهم، وخصوصاً فترة الحملة الفرنسية على البلد. وعندما تقدم هذا الشيخ بالسن، سافر الى العاصمة العثمانية بدعوة من رجال الدولة، فعاش هناك مدة قصيرة حتى وفاته فيها سنة 1228 هــ/1813 م.
أما في سنة 1235 هــ/ 1819- 1820م، فنجح أبو السعود في الحصول على نقابة الأشراف أربع سنوات، الأمر الذي يشير إلى مكانة العائلة القوية وقدرتها على منافسة آل الحسيني بين الفينة والأخرى.
أما عائلة أبو السعود فعرفت في القرن الثامن عشر كأسرة صوفية، انتسب بعض أبنائها إلى طريقة عبد القادر الجيلاني، وكان محمد أبو السعود أحد كبار مشايخ الصوفية في فلسطين، وشيخ الطريقتين الخلوتية والقادرية في بيت المقدس. ولم يحاول هذا العالِم الصوفي تقلد مناصب إدارية معظم حياته، وإنما اكتفى بدوره في نشر طريقته، وإقامة طقوس الذكر في تكايا المدينة وزواياها.