جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
كان اول من سكن خريش هم (عرار ، عبد السلام) ابناء عمر بن عوده بن ماضي وبعد الطرد الأول والترحيل الثاني والأخير في خريش وحيث توزع أبناء خريش في قريتهم الأم كفر ثلث (وقرى جلجولية ومخيم طولكرم، ومخيم عسكر البلد، وحبله، وكفر قاسم، والضيعة، ورأس عطية وسورية، والأردن، ونابلس) وبرغم صغر عددهم إلا أن تأثيرهم الفعال في محيطهم الاجتماعي تجاوز حدود قريتهم، والواقع أن هؤلاء كانوا سباقين إلى أشياء كثيرة من بين القرى المحيطة بهم، وامتلكوا روح التغيير، وكانوا ممن شارك في الأنشطة الاجتماعية والخدماتية المختلفة، وشاركوا في الانتخابات والعمل الوطني ولهم مساهمات في المجالس المحلية، والشؤون القروية، وسلطاتها وفي مضمار التعليم. ومن بين هذه الأدوار تبرز الفعاليات الآتية:ـ ـ شارك أبناء خريش في المجالس المحلية وإدارة القرى التي هاجروا إليها ونجحت قوائمهم الانتخابية في دورات عديدة لانتخابات المجالس المحلية في جلجولية، وفاز منهم في دورات المجلس كل من: وجيه عبد الرحمن حسين صالح عرار عودة الذي انتخب ثلاث مرات أي اثنا عشر عاما وتوفيق خطيب مرتين وأصبح عضواً في دورة انتخابات الكنيست عام 1996، ونجح فائق حسن حسين صالح عرار عوده في الوصول إلى رئاسة مجلس جلجولية، وعرف عمر الحاج محمود عرار عوده مصلحاً اجتماعيا في المثلث وقرى طولكرم، ونجح في إصلاح ذات البين بين الناس، وفي فعل ما عجزت عنه المحاكم الإسرائيلية وتوجهت الناس إليه لحل مشاكلها والأخذ بمشورته، ويوم وفاته حضر جنازته قرابة عشرة آلاف شاهدتهم ينتظرون وصول رفاته إلى البيت والمقبرة. وأسهم أبناء خريش مثل باقي خرب وعزب كفرثلث في النضال الوطني والقومي والإسلامي وفي فعاليات الانتفاضة،ومنهم : الشهيد جمال محمد موسى عيسى عبد السلام عودة الذي استشهد في إحداث مخيم طولكرم في 14/8/1988، واستشهدت كوكب حمد الله عرار عوده في مظاهرة حدثت بقرية جلجولية في 17/3/ 1990. حيث استنشقت الغاز المسيل للدموع ولقد بلغت السبعة عشر ربيعا من عمرها. والاستشهادي عبدالباسط جمال عبدالسلام عودة. واستطاع أبناء خريش عبر عصاميتهم شق طريقهم الوعرة و تحقيق العيش الكريم، ولم يكترثوا لبطاقات التموين، كما ساعدهم وجود المتبقي من أراضيهم في زراعتها، ورغم أنهم خسروا أفضلها، أي التي في السهل الساحلي، إلا أنهم استمروا في جهدهم وعطائهم للأرض الباقية، التي زرعوها زيتونا وخضراوات وعملوا في مجالات مختلفة ساعدت في تخفيف الألم ووقع الكارثة التي حلت بهم. حصل بعضهم على بطاقة التموين، في حين رفض عدد منهم هذه البطاقة وهذه المذلة، كما أن بعض المخاتير والوجهاء منعوا حصول بعضهم على بطاقة التموين، بدعوى أنهم لم يخسروا شيء وأن لهم قطع أرض في الضفة الغربية، ولا حاجة لهم فيها، وابرز لوكالة الغوث إن لديهم ملكيات من الأراضي ولا يستحقون بطاقة التموين المعطاة للاجئين!!(58).
خريش تعيش في ذاكرة الأبناء: لم ينقطع أهالي كفر ثلث الذين هاجروا إلى خريش أو ولدوا فيها من زيارتها في أعيادهم ومناسباتهم، ومن الحديث عنها، وان الدموع تترقرق كلما تذكر ساكنوها ملاعب الصبا وأراضيها وطرقاتها ومسالكها، وكل ذرة تراب زرعت فيها.