من مواليد شَعَب في 11/2/1920 (كما أورد في مذكراته)، درس في عكا ثم تعلم في الكلية العربية في القدس، التي لم تكن جامعة، ولكنها كانت أرفع كلية في فلسطين آنذاك، ومنتهى شهاداتها هي المتروكوليشن (اعتاد أهل القرية على تسميتها ماتريك) التي تؤهل حاملها لدخول الجامعة.. وهذا ما كان يحدث مع مثقفي فلسطين، الذين كانوا يحضّرون للجامعة فيها، ثم يرحلون في طلب العلم إلى بيروت أو القاهرة حيث الجامعات الأجنبية.
علّم في عدد من القرى في الجليل، منها الدامون وشعب، وبعد النكبة علم في سوريا بعد عناء البحث عن عمل (كتب في مذكراته يومها، يا للسخرية بعد أن كنا نركض وراء القضايا الكبرى في دمشق، ها نحن اليوم نركض خلف الوظيفة). درّس في (يبرود)، وكاد في تلك الفترة أن يتزوج لكنه عدل عن الفكرة نهائياً، حيث سافر إلى ليبيا، وأخيراً حطت به الأمور في تونس حيث كان يكتب في عدد من الصحف التونسية، ويدرّس في بعض كلياتها، إلى أن توفي عام 1981 هناك.
عمل أثناء الدراسة في تربية النحل في شَعَب، وشارك في حامية شَعَب مشاركة فعالة، حيث تكامل مع أخيه الأكبر مصطفى في العمل في الحامية. ففي الوقت الذي كان فيه مصطفى نائباً لقائد الحامية وقائداً ميدانياً لها، كان نجيب أشبه بالمسؤول السياسي والإعلامي لها، حيث كما يبدو من مذكراته أنه كان يردّ ويوضح الموقف في الجبهة في عدد من الصحف، حتى أثناء زياراته لدمشق حيث كان يكتب في صحفها.
وكان في سفره إلى دمشق يقوم بجمع التبرعات والأسلحة لصالح الحامية، وسيلاحظ القارئ في القسم الثاني من الكتاب، دور نجيب الطيار في حامية شَعَب.
إن أهم ما يتميز به نجيب الطيار هو الدقة في تنظيم شؤون حياته، ففي دفاتره الخاصة تجد مذكراته القيمة وحساباته الدقيقة، مثل مداخيله ومصاريفه اليومية على مدى سنوات، وتلخيصها في صفحة واحدة بطريقة مذهلة، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على دقة هذا الرجل وتنظيمه في شؤونه الخاصة والعامة.
من كتاب: شعب وحاميتها
ياسر أحمد علي