القطب العارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني الادريسي
كتبها زاهر عطايا السعدي الادريسي، في 17 فبراير 2008 الساعة: 15:51 م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي أطلع في قلوب أحبابه بالمعارف الإلهية وأسبغ عليهم نعمه لظاهرة والخفية , والصلاة والسلام على سيدنا محمد المخصوص بأعظم شرف وأكرم عطية وعلى آله وأصحابه أصحاب النجدة والحمية وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد: فهذه نبذة عن سيرة القطب الرباني والغوث الجليل الصمداني العارف بالله الحسيب النسيب السيد الشريف فرع الشجرة النبوية وطراز العصابة الهاشمية بحر الأسرار الراوي أبو الفتوح الشيخ سعد الدين الجباوي (نسبة إلى قرية جبا التابعة إلى محافظة القنيطرة) الشيباني (نسبة إلى جده السابع مؤيد الدين الشيباني) الجناني (نسبة إلى جده الخامس مولاي علي الشريف الجناني) الحسني (نسبة إلى جده لأبيه الإمام الحسن السبط رضي الله عنه) الحسيني (نسبة إلى جده لإمه الإمام الحسين السبط رضي الله عنه)
- نسبه الشريف:
و الإمام الكبير والصوفي الشهيرمربي المريدين ومرشد السالكين العارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني الجناني الإدريسي الحسني الحسيني قدس الله سره العزيز.فهو عريق الأصلين كريم النسبين فهو: سعد الدين بن العارف بالله العلامة الشيخ يونس الشيباني الشيبي الكبير المكي بن السيد عبد الله الشيباني الحسني (المهاجر من طرابلس الغرب إلى مكة المشرفة) بن سيدي يونس الشيباني (دفين جبل غريان في طرابلس الغرب) بن مولاي علي الشريف الجناني (نزيل أم جنان نواحي الأربعة في طرابلس الغرب)بن مولاي البحر الرائق كنز العلوم والحقائق صاحب الإمداد والعرفان السيد مؤيد الدين شيبان (صاحب الرواق في جامع الزيتونة بتونس) بن مولاي سعد الله الشهير بشيبان (دفين الزاوية الشيبانية الكائنة في قابس بتونس) بن مولاي عبد الرحمن الأكبر بن مولاي علي المحجوب (دفين مكناس بالمغرب) بن مولاي عبد الله دفين مراكش بالمغرب بن مولاي عمر الإدريسي (دفين فاس بالمغرب) بن مولاي صاحب الحظ الأوفر مولاي ادريس الأنور (دفين فاس بالمغرب) بن مولاي ادريس الأكبر الذي شرفه الله بفتح المغرب بن الإمام عبد الله المحض الشهير بالكامل الحسني بن الإمام الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة عليه السلام بن الإمام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه زوج السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.هذا نسب سيدنا سعد الدين الجباوي من جهة أبيه وأما من جهة أمه فهو بن السيدة العابدة الزاهدة أم الخير ولية الله عائشة بنت السيد أيوب بن السيد عبد المحسن بن السيد يحيى والذي يساق نسبها الشريف إلى الإمام الحسين السبط شهيد كربلاء عليه السلام بن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام زوج السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- فيما ورد عن مولده ونشأته وبعضاً من صفاته وذريته رضي الله عنه:
ولد سيدنا سعد الدين في مكة المكرمة عام (460 هجرية) كماقيل في تاريخ ولادته:(بدأ الهناء بسعد سعد الدين) وتوفي قدس الله سره عام
(575 هجرية) كما قيل في تاريخ وفاته: (كمل نور سعد الدين).
كان سيدنا سعد الدين فيما بلغنا عنه: لطيف الذات جميل الصفات أبيض اللون معتدل القامة واسع العينين جهوري الصوت يستحي الناظر أن ينظر إليه لمهابته وجلالة قدره.وروي أنه كان ذكياً موهوباً جميل الخلْق والخلُق نديّ الصوت مولعاً بالفروسية وركوب الخيل والرماية والكرّ والفرّ , فقد انكب على حفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره فأتمه وكان يرتله في الحرم المكي بصوت جيل نديّ , وأتم تحصيله للعلوم الدينية في سنّ صغيرة فقد درس الحديث والتفسير والتوحيد والتصوف والفقه على المذهب الشافعي رضي الله عنه وكان ملازماً لوالده الشيخ يونس الشيباني الحسني في مجالسه ومارآه أحد من هذه الأمة إلا وتوسم فيه الرفعة والسيادة والنجابة والوراثة المحمدية , وكان له عدة سياحات طويلة في بقاع الأرض كان أولها باليمن ثم مصر وبلاد المغرب وبلاد الشام وبيت المقدس والعراق مما زاد في تحصيله العلمي والمعرفي وزار الكثير من العلماء والأولياء والصالحين , وقيل أنه كان يدون رحلاته قام بجمعها ولده الشيخ محمد شمس الدين ورتبها في كتابين الأول: خصصه لرحلاته والثاني: لمروياته.
وفي هذه الفترة من عمر الشيخ المبكرة كانت البلاد الإسلامية يعمها الفوضى والبلابل والفتن وابتليت بالحملات الصليبية التي كانت تغزو بلاد الشام تباعاً فخرج الشيخ إلى بلاد الشام ونزل أرض الجولان تجاه جبل الشيخ فكر عليه جماعة من قطاع الطرق لسلب أمتعتهم وأخذ مالديهم فكر عليهم الشيخ فاستوثق زعيمهم وطلبوا منه أن يطلق سراحه وأن يتزعمهم وقد توسم فيهم الخير والشجاعة وقرر أن يبقى معهم رغبة منه في استتابتهم وإصلاحهم فعمل على مداواة نفوسهم وتوجيههم بحكمة وبُعْد نظر فدعاهم للتحلي بأخلاق الرجال والفرسان وصور لهم معنى الرجولة والشجاعة وأثار فيهم نوازع الرجولة والشجاعة والإقدام وشاع بين الناس أن الشيخ تزعم جماعة من قطاع الطرق وأنه اشتغل بلهوه وبطالته ووصل الخبر إلى والده الشيخ يونس بمكة فاغتم لذلك وعظم عنده الأمر فدخل المسجد الحرام وبذل مجهوده في الدعاء في أن يهدي الله ولده أوياخذه لديه فما أتم دعائه حتى جاء الغوث من الله وبينما الشيخ وجنده ماهم عليه إذ بنفر من ثلاثة أشخاص على خيول بيض بثياب بيض فأقبلوا عليهم فصوّب عليهم الشيخ خشية منهم فنظر إليه أوسطهم وناداه مخاطباً بقوله تعالى (ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) فقال له: بلى يارسول الله آن , فأخذه البكاء وسقط مغشياً عليه من شدة البكاء وكذلك جماعته صعقوا وقد أغمي عليهم من شدة الموقف فلما أفاق مسح الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على صدره وأمره بالاستغفار وخلع عليه ردائه الشريف وألبسه الخرقة المباركة ثم تقدم إليه أحد الفرسان وهو سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه وقد أخرج من جيبه تمرات ثلاث وناولهن لحضرة الصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فتفل عليهن ونفث بأنفاسه المباركة وناولها للشيخ سعد الدين وقال له صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (خذها لك ولذريتك من بعدك إلى يوم القيامة فتناولها الشيخ وقبّلها وقبلها وعظمها فأشرقت شمس القبول وصار ببركة الصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من كبار العارفين بالله ونال مانال من الأسرار الربانية فانجذب إلى مولاه وأفاض أنوار باطنه على ظاهره وجرت عليه صور المجاهدة من غيرمكابدة وعناء بل بلذاذة وهناء حتى امتلأ حب الله في قلبه وقد روي أنه يكون جالساً فيبتسم ثم يغلب عليه الجلال فيبكي فيقول الله فيخرج من فيه نور يشاهده الكثير من جلسائه. وقد ذكر الإمام المحدث السخاوي ان الشيخ سعد الدين كان صاحب الوقت.