قصص وروايات العائلة استعراض

 أحمد عثمان محمود – الشيخ داوود

أولادي متحمسين أكثر مني لرؤية فلسطين والعيش فيها.. يمكن أكثر مني..

أنا أحمد عثمان محمود من الشيخ داوود، قضاء عكا، الشيخ داوود هي بلد فلاحين، يعمل أهلها بالزراعة، مثل زراعة البامية، والبطيخ والكوسا والصبير والتين.

الشيخ داوود على سهل، وفيها مزروعات كثيرة مثل القمح والذرة والسمسم.

أنا مواليد 1924.. كان عندنا مختار للبلد إسمه أحمد البيك، وهو فلاح مثلنا... عندما تحدث مشاكل وقتل كان يبلغ الحكومة عن ذلك.

لم يكن عندنا مسجد... ولكننا جمعنا مبلغ بتكلفة بناء المسجد ولكن لم نستطع بناءه بسبب النكبة وخرجنا من فلسطين. كنا كّلنا مسلمين بالشيخ داوود، وفيها حوالي 1000 نسمة.

وكان في مدارس ببلاد أخرى وكان الأولاد يذهبون إليها، ولكن على زماني كان الشيخ يعلِّمنا القرآن والحساب.. وكان الواحد لما يختم القرآن كأنه أخذ البكالوريا.. كان شيخنا إسمه الشيخ عبده وهناك الشيخ قاسم، والشيخ أحمد المصري وعندما يختم الواحد القرآن يقيمون له حفلة..

وكان الأولاد يعملون مع أهلهم بالفلاحة والرعي، ومن كانت أحواله جيدة كان يعلمهم بعكا..

لمّا طلعنا طلعنا بدون حرب، فجئنا الى بلد الدروز، وكانت تقدّم لنا كل شيء، من ماء وأكل، ثم والدي قال أريد الخروج الى لبنان.. والدروز قالوا له: خليك عنا.. ولكن والدي خرج الى لبنان مع أهلي وأمي..

ولكننا لم نر حرب مع اليهود ولا شيء.. سمعنا أنه هناك مناوشات مع اليهود بالقرى التي بجانبنا.. فهذا ما جعل والدي يخرج الى جبل الدروز.

وكان عندنا مقاومين وعندهم أسلحة يشترونها ولكنهم كانوا لا يملكون ثمن الرصاص والذخيرة.

أولادي متحمسين أكثر مني لرؤية فلسطين والعيش فيها.. يمكن أكثر مني..

أتمنى العودة الى فلسطين فقد نشأت فيها وأكلت من خيرها، وكان عندي أملاك وخير الله.. وهنا أعمل بالأجرة لأُطعم أولادي..

أترك كل شي عندي هنا وأذهب لأعيش في فلسطين..