مـصطـفى عـبد الـرحـمن عــفــانـة الــقـاووق
ولد مصطفى عام 1928 في مدينة اللد وتلقى علومه في مدارسها، وعرف عنه نزعته الوطنية وعشقه لمدينته وتفانيه في سبيلها، وما ان بدأ الإعداد للدفاع عن المدينة ولانخرط عشرات الشباب في صفوف المقاومة المسلحة استعداداً للقتال في سبيل الدفاع عن ارض الآباء والأجداد وشرف الامة، حتى انخرط مصطفى في صفوف المقاومة التي كان على رأسها المناضل حمزة حسين صبح، وشارك مصطفى في المعارك التي دارت بين المناضلين وعصابات الهجاناة في العباسية ورأس العين وجازر (ابو شوشة) واللطرون وفي الاحياء الملاصقة ليافا، وكانت تلك المعارك يومية، واشتهر مصطفى بين إخوانه بشدة المراس وقوة الشكيمة والشجاعة الفائقة.
وفي صباح يوم السبت 9/7/1948 وبعد منتصف ليل يوم الجمعة دارت معارك عنيفة جداً قرب قرية رنتيه شمالي ولهلمه، وتمكن اليهود من الاستيلاء على ويلهلما القريبة من المطار، ثم اقتربوا من مواقع المناضلين في مطار اللد، وكانوا يتجاوزون المئة فدارت بين الفريقين معركة عنيفة، ووقعت بين اليهود إصابات كثيرة ومعظمها كانت قاتلة، إلا أن اليهود قاموا بعد ذلك بحركة التفاف مستغلين كثرة عددهم وعُددهم ، وهنا طلب قائد المناضلين من إخوانه المناضلين الانسحاب، ولم يكن هذا الانسحاب كما يقول القائد حمزة صبح سهلاً إذ تم تحت وابل من نيران العدو الكثيفة.
ووسط دوي المدافع وأزيز الرصاص من كل جانب، وفق عدد من المناضلين لا يتجازون الخمسة عشر شخصاً بينهم عبد ربه أبو مشرف، ومصطفى عبد الرحمن عفانة، وأصروا على القيام بهجوم معاكس لاستعادة المطار، وتمكن هذا العدد القليل بالفعل من الوصول الى داخل المطار، ولكن وبعد معركة تزيد على نصف ساعة وأمام حجم القوات اليهودية الكبير ومعداتهم العسكرية، لم تستطع هذه القوة من المناضلين التقدم اكثر من ذلك، وأصيب البطل المناضل عبد ربه ابو مشرف إصابة قاتلة فارق على إثرها الحياة، كما أصيب المناضل البطل مصطفى عبد الرحمن عفانة إصابة بالغة نتيجة لقذيفة اصابت المصحفة التي كان يستقلها مع رفاقة، نقل على إثرها الى مستشفى اللد للعلاج، ولكنه توفي بعد ذلك متأثراً من الاصابة وهكذا نال مصطفى الشهادة التي نذر نفسه لها دفاعاً عن أرض وطنه الطهور وشرف الامة وواجب الجهاد المقدس.
مـديــنـة الـلـدّ
مـوقعا وشهـرة وتـاريـخا ونـضالا
د. مصطفى محمّد الـفار