أبو غوش، عبد الرحمن: (توفي سنة 1244ه/1829م)
(أحد أولاد الشيخ عيسى أبو غوش الأربعة، الذين أصبحوا مؤسسين لفروع العائلة الرئيسية في قرية العنب. تعاون مع أخويه الأكبر منه سنا، إبراهيم وجبر، شيخي ناحية بني مالك وصف الثمن في جبل القدس في أوائل القرن التاسع عشر. توفي صغير السن خلال عودته من الحج.)
هو عبد الرحمن، أحد أصغر إخوة الشيخ عيسى أبو غوش، زعيم صف اليمن في جبل القدس. وتشير وثائق المحكمة الشرعية العديدة إلى أنه كان يساعد أخويه الأكبر منه سناً، عثمان ثم إبراهيم، شيخي ناحية بني مالك والقيّمين على حراسة الطريق بين يافا والقدس. وقد زار الرحالة البريطاني ريتشاردسون القدس في أواخر العد الثاني من القرن التاسع عشر. وذكر ذلك الرحالة أن عبد الرحمن كان مرافقهم والمسؤول عن حراسة قافلتهم خلال تجوالها في المنطقة. ويبدو أن تعاوناً وثيقاً كان يربط آل أبو غوش في تلك الفترة مع آل الحسيني بزعامة نقيبهم عمر أفندي. فقد ذكر ريتشاردسون أن إبراهيم أو غوش وأخاه عبد الرحمن كانا يحضران كثيراً إلى القدس. كما أن عبد الرحمن هو الذي جاء بالدعوة من نقيب الأشراف عمر أفندي إلى ريتشاردسون لزيارة منزل عمر أفندي النقيب. وضمن وظائف عبد الرحمن الأخرى، ذكرت سجلات المحكمة الشرعية في القدس التولية والنظر على الأوقاف القروية، مثل «وقف جامع الشيخ علي الجديري الكاين بقرية الأترون من أعمال مدينة الرملة.»
توفي عبد الرحمن في مقتبل العمر سنة 1244ه/1829م، وهو على طريق عودته من الحج الشريف. وكان قد جعل نجله أحمد وصياً شرعياً على باقي أولاده القاصرين جينئذ. وادعى هؤلاء بعد وفاة والدهم بأعوام أن أخاهم أحمد تسلط على مخلفات والدهم، بما فيها حصتهم من الميراث. وقد جاء في إحدى الوثائق (سجل رقم 318، ص 106) أن عبد الرحمن توفي عن أربع زوجات وثمانية أولاد من الذكور وسبع بنات.
وكان عبد الرحمن قد ترك لأولاده، بحسب ادعاء الإخوة، 1200 جرة زيت، و1100 مد حنطة، وثمانين رأس غنم، وأربع عشر قدراً، وستة رؤوس من الخيل، و«ستين كاسة وستين صحناً وخمسة مواعين وماية ألف قرش»، عدا الأراضي والدور. وأنكر أحمد ادعاء إخوته، لكنه اضطر إلى مصالحتهم وتقسيم بعض مخلفات والده عليهم وهذه الدعوى النادرة بين مشايخ القرى، الذين سوّوا خلافاتهم عادة خارج أبواب المحكمة الشرعية، بحسب العدات العرفية، تشير بوضوح إلىى الثورة الكبيرة الي كان عبد الرحمن جمعها، مثل غيره من مشايخ القرى والنواحي، في ذلك العصر الذي أدّوا فيه دوراً سياسياً وإدارياً مهماً في حكم مناطقهم.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع