الحسيني، كامل أفندي: (توفي سنة 1921)
(مفتي القدس في أوائل القرن الحالي. اختلف عن والده طاهر وأخيه الحاج أمين الحسيني بمواقفه المهادنة من الصهيونية والبريطانيين.)
ورث كامل أفندي والده طاهر في الإفتاء سنة 1908، لكنه لم يرث شخصية والده ومواقفه السياسية، فلم يعرف عنه مقاومة نشاط الحركة الصهيونية الضغط على السلطات العثمانية لتنفيذ سياسية حازمة إزاء الإستيطان وبيع الأراضي. بل اشتهر بمواقفه المعتدلة المهادنة في هذا الشأن وعلاقاته الحسنة باليهود. ولما احتل الجيش البريطاني البلد اتبع كامل سياسة التعاون والصداقة مع الحكام الجدد. وكانت الفترة الأولى للإحتلال، منذ تسليم القدس حتى فرض الإنتداب، فترة حرجة للسياسة البريطانية، ولا سيما بعد انتشار أمر وعد بلفور، الأمر الذي ضاعف من أهمية الدور المتعاون الذي قام مفتي القدس به مع الإنكليز. كما حضر اجتماعات التعارف والتفاهم مع بعض نشيطي الحركة الصهيونية، واشترك في حفل وضع حجر الأساس للجامعة العبرية، وذلك في حضور وايزمن واللورد بلفور. وقد كافأه الإنكليز على مواقفه تلك بتعيينه رئيساً لمحكمة الإستئناف الشرعية على الرغم من تعارض هذه الخطوة مع التقليد المتبع في الفصل بين وظيفتي الإفتاء والقضاء. كما عين رئيساً للجنة الوقف العليا، فأصبح مسؤولاً عن إدارة الأوقاف في أنحاء فلسطين. ولم يعمر طويلاً ليشاهد نتائج السياسة البريطانية في فترة الإنتداب، فقد توفي في 31 آذار (مارس) 1921. وقامت السلطات البريطانية برعاية عائلته وقدمت لأفرادها معاشاً تقاعدياً أكبر كثيراً مما يستحقونه، بحسب قانون التقاعد العثماني. وقد كانت وفاته فاتحة الطريق أمام الحاج أمين الحسيني، أخيه من أمه، الذي ورث المنصب بمساعدة بعض رجال الإدارة الإنكليز لكنه اتبع سياسة مغايرة مع بريطانيا والصهيونية، كما نعلم.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع