الخالدي، الشيخ راغب: (1866-1952)
(عضو محكمة البداية، وعضو مجلس المعارف في العهد العثماني في القدس، ومؤسس المكتبة الخالدية سنة 1900. وبعد الإحتلال البريطاني عمل قاضياً في حيفا ويافا، وكان من زعماء المعارضة في فترة الإنتداب).
هو راغب بن نعمان بن راغب بن محمد علي الخالدي. ولد في القدس سنة 1866، ودرس في مدارس الأقصى، وأجازه الشيخ أسعد أفندي الإمام، مفتي الشافعية، والشيخ عبد القادر أبو السعود.
اتجه الشيخ راغب، مثل أجداده، إلى دراسة الشريعة والعمل في المحاكم. عينته الحكومة عضواً في محكمة البداية ثم عضواً في مجلس المعارف في متصرفية القدس. وكان مثل معظم أبناء الخالدي من أنصار الإصلاح والدستور. فلما حدث الإنقلاب العثماني على السلطان عبد الحميد سنة 1908 أخفى متصرف القدس الخبر عن الناس مدة أيام، فخرج الشيخ راغب وأعلنه جهاراً على الملأ، فكان أول من أعلنه في القدس. وشاهد أوضاع المخطوطات وتلفها فأسس المكتبة الخالدية سنة 1317ه/ 1900م التي ضمت عدداً كبيراً من الكتب والمخطوطات والوثائق المهمة. وأقيمت المكتبة من أموال وقف جدته خديجة، بنت موسى الخالدي قاضي عسكر الأناضول، فأقنعها بتمويل مشروع المكتبة. كما اهتم الشيخ راغب بتعليم أولاده، فأدوا دوراً مهماً أيام الإنتداب وهم: أحمد، وحسين فخري، وله غيرهم أربعة من الذكور واثنتان من الإناث.
عُين الشيخ راغب بعد الإحتلال البريطاني سنة 1920 قاضياً للصلح، ثم رقي إلى قاض أعلى.
في سنة 1923 عُين عضواً في محكمة مركزية حيفا، ومنها نقل إلى يافا وأحيل على التقاعد سنة 1929. وكان في إبان الإنتداب نشيطاً في الحياة السياسية والأمور العامة ومن رؤساء المعارضة. وقد اعتزل العمل السياسي أيضاَ منذ بداية الثلاثينات، وورثه في ذلك أبناؤه الثلاثة المذكورون أعلاه. وقد اختير في اللجنة العليا لصندوق الأمة سنة 1932 برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي، له كتاب فريد عنوانه «مبتدأ الخبر في مبادئ الأثر» طبع سنة 1903.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع