(إمام وخطيب جامع النصر في حيفا، ومتولي الأوقاف التابعة للجامع، وهي وظائف أبيه وجده. وأضاف إلى تلك المناصب وظيفة نقيب الأشراف. كما عين عضواً في المحكمة النظامية في المدينة. وإجمالاً، فإنه كان من أبرز علماء حيفا وأعيانها، وأحد التجار الكبار في أواخر القرن التاسع عشر.)
هو عبد الواحد أفندي بن محمد بن محمود بن إبراهيم ابن الشيخ سليمان الصيادي الرفاعي، مؤسس العائلة في حيفا. جاء الشيخ سليمان إلى المدينة في أواخر القرن الثامن عشر، بعد أن قام ظاهر العمر بإعمارها وتنشيط مينائها الصغير حينئذ. وأشار الشيخ سليمان على حسن باشا الجزائرلي، قائد الأسطول العثماني الذي حارب ظاهر العمر وقضى على حكمه، أن يبني سنة 1775 جامعاً في المدينة. وعمل حسن باشا بالمشورة، فعمّر جامعاً بالقرب من سوق الجرينة عُرف بجامع النصر، أو الجامع الكبير، كما اشتهر بجامع الجرينة، نسبة إلى السوق المجاورة له. ومنذ تعمير الجامع عين الشيخ سليمان إماماً له ومتولياً على الأوقاف التي حبست للصرف عليه ولصيانته. وانتقلت هذه الوظيفة بالوراثة من الأب إلى الابن خلال القرن التاسع عشر،، فعُرفت العائلة في حيفا بالخطيب لشغلها منصب الخطابة في ذلك الجامع.
ورث عبد الواحد أفندي إمامة الجامع وخطابته، إضافة إلى تولية أوقافه ونظارتها سنة 1887. وعُززت مكانته في المدينة بأن عُين لمنصب نقيب الأشراف أيضاً. ثم أصبح عضواً في المحكمة النظامية. وكانت جميع الوظائف المرتبطة بالمسجد وأوقافه حكراً على آل الخطيب، وهو ما أثار حسد العائلات المنافسة. وحاول آل الخليل وحلفاؤهم من علماء حيفا وأعيانها أن يخرجوا بعض الوظائف من الشيخ عبد الواحد وعائلته لكن من دون نجاح.
وبالإضافة إلى مناصب الشيخ عبد الواحد الدينية والإدارية المختلفة، فإنه كان تاجراً ثرياً عمل مع أفراد عائلته على توسيع تجارتهم. وقد ورثه في ثروته ومكانته ابنه يونس أفندي، الذي أصبح قاضياً في حيفا سنة 1325ه/1907م ثم في قضاء الزبداني. وفي سنة 1917 أرسل قاضياً في مكة المكرمة. وهكذا حافظت عائلة الخطيب على مناصبها ومكانتها في حيفا أجيالاً عدة خلال أواخر العهد العثماني.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع