(أحد أولاد الشيخ حسين عبد الهادي، ومتسلم لواء نابلس ثم لواء غزة. نفي إلى طرابزون مع زعامة آل طوقان، في محاولة من السلطات العثمانية للقضاء على الحرب الأهلية وفرض سلطتها المباشرة على المنطقة. لكنه هرب من منفاه، وعاد إلى البلد، حيث تجددت الصراعات مرة أخرى. وكان له دور رئيسي في قيادة صف آل عبد الهادي في تلك الصراعات. ثم سكن وعائلته مدينة نابلس بعد الهجوم على عرابة وهدمها سنة 1859.)
في أواخر الثلاثينات، وبعد وفاة الشيخ حسين، أصبح محمد أفندي سنداً لأخيه سليمان في الحكم والإدارة المحليين. فلما توفي هذا سنة 1841، عين محمد متسلماً للواء نابلس مدة قصيرة. إلا إن آل طوقان تقدموا عليهم في الأربعينات، فعُين سليمان بك طوقان متسلماً للواء.
وقد نشب الصراع بشأن الحكم والنفوذ مجدداً بين الصفين، وانحاز آل الجرار إلى صف آل طوقان هذه المرة. وكانت الدولة العثمانية تحاول فرض حكمها المباشر وسلطتها الفعلية على جبل نابلس، فاعتقلت عدداً كبيراً من مشايخ المنطقة سنة 1849، ونفتهم إلى طرابزون. وكان محمد أفندي ضمن هؤلاء المشايخ، بالإضافة إلى يوسف أفندي بن سليمان عبد الهادي.
أما محمد فقد هرب من منفاه، وعاد إلى عرابة، فتجددت الحرب الأهلية العشائرية بين الصفين، واستمرت أعواماً عدة، واستعر أوارها في إبان حرب القرم بصورة خاصة. واشترك محمود بك عبد الهادي في تلك الحرب، واستنجد بعرب العدوان. ولما علمت الدولة بذلك عزلت الأخير عن متسلمية نابلس، وأرادت نفيه، فهرب، وأعلن آل عبد الهادي العصيان، واحتلوا جنين. وفي سنة 1859 سلم محمود بك نفسه للسلطات العثمانية.
أما محمد أفندي، فإنه تحصن في عرابة، وصار يهاجم آل الجرار ويقطع الطرق. وتوالت الشكاوى عليه من كل جنب حتى قررت الدولة هدم عرابة واستئصال العصيان في المنطقة. وقاد ضياء بك، متصرف نابلس، العساكر بنفسه لتأديب آل عبد الهادي في عرابة، فحاصرها وضربها بالمدافع. وتم احتلال القرية ونهبها وهدمها.
أما آل عبد الهادي، وعلى رأسهم محمد أفندي، فنجحوا في الفرار إلى البلقاء. ثم أصدرت الدولة عفوها عنهم، فرجع محمد أفندي وأخوه صالح، ونفاهما مع الحكومة وأقاما في نابلس. وهكذا أصبح آل عبد الهادي منذ الستينات من سكان مدينة نابلس فانتبهوا إلى تعليم أولادهم وأصبحوا من أعيان المدينة البارزين.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع