(أحد أولاد الشيخ حسين عبد الهادي، مدير ولاية عكا في الثلاثينات. خدم الإدارة العثمانية بعد عودة حكمها إلى فلسطين فعين قائمقاماً في حيفا في الخمسينات من القرن الماضي. لكن نفوذ العائلة في نواحي نابلس تقلص في نهاية الخمسينات، فانتقل أفرادها إلى مدينة نابلس، وأصبحوا من سكانها وأعيانها في أواخر العهد العثماني.)
كان صالح أحد أولاد الشيخ حسين عبد الهادي الصغار، فأدخله محمد علي باشا في المدرسة الحربية في مصر وبلغ رتبة أميرالاي. وعندما انسحب الجيش المصري من بلاد الشام عاد صالح بك إلى عرابة واشترك مع أخيه محمد في زعامة العائلة والمحافظة على مكانتها. وساءت العلاقات بين آل عبد الهادي وآل الجرار في الخمسينات بسبب المنافسة في الإقطاعات وحكم جبل نابلس الشمالي. فاستغل آل طوقان هذا الإنقسام في صفوف منافسيهم، وكان ذلك أحد العوامل المساعدة في نشوب الحرب الأهلية في جبل نابلس في الخمسينات. وفي أثناء الحوادث الطائفية في نابلس سنة 1856، كان محمود بك عبد الهادي متسلم المدينة وكان صالح بك قائمقاماً في حيفا. وفي ربيع سنة 1859 قرر المتصرف ضياء بك القيام بحملة على عرابة لتأديبها وانتزاعها من آل عبد الهادي. وقد قاتل مع عساكر الدولة المحاصرة عرابة جموع البدو وآل الجرار، الذين ساهموا في نهب القرية وهدمها. وهرب محمد أفندي الحسين وأخوه صالح بك مع رجالهما وعائلتيهما إلى البلقاء. ثم عفت السلطات العثمانية عنهما فعادا إلى نابلس وأقاما فيها هادئين، بعد أن قضت الدولة على الإستقلال الذي تمتعت به العائلات الإقطاعية الكبيرة. وقد استفاد آل عبد الهادي من سكناهم في المدينة، فحصلوا على المناصب العالية في الحكومة المحلية ومؤسساتها الحديثة. وانتبهوا إلى التعليم، فحافظوا بذلك على كيانهم، وعززوا مكانتهم بين أسر الأعيان في لواء نابلس وفي فلسطين بأسرها.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع