(عالم أزهري، وقاضي الناصرة في الثلث الأول من القرن التاسع عشر. نفاه إبراهيم باشا إلى مصر سنة 1834، بعيد الثورة على الحكم المصري في فلسطين، وبقي هناك مدة طويلة لأنه اعتُبر من المقربين إلى عبد الله باشا، حاكم عكا سابقاً. وله حفيد يحمل اسمه كان من أبرز أعيان الناصرة في أواخر العهد العثماني)
أصل آل الفاهوم من قرية نين في الجليل الأسفل، رحل الشيخ أحمد الفاهوم عنها ونزل الناصرة امتثالاً لأمر والي عكا أحمد باشا الجزار سنة 1205ه/1790-1791م.
درس الشيخ عبد الله الفاهوم في الأزهر، ولما توفي الشيخ أحمد الفاهوم عُين خلفاً له في قضاء الناصر في بداية القرن التاسع عشر. وفي سنة 1223ه/1808م أرسل إليه سليمان باشا العادل، حاكم عكا بعد الجزار، أمراً بعمل سجل للمحكمة لقيد الحجج الشرعية فيه. وقد حُفظ هذا السجل عند آل الفاهوم مدة طويلة في عهد الإتتداب، لكن هل حفظ أم أنه ضاع مثل غيره بعد ذلك؟ وفي سنة 1812 بنى سليمان باشا جامعاً في الناصرة، ورتب له أوقافاً كافية لمصروفاته «وولى عليها الشيخ عبد الله الفاهوم قاضي الناصرة وطبريا.»
وكان الشيخ عبد الله في وظائفه تلك عشية حملة محمد علي باشا على بلاد الشام، كما تثبته رسالة بتاريخ 1247ه/1831م موجهة إليه بشأن أراضيه في قرية نين المعفاة من الضرائب. وبعد الإحتلال المصري، تأخرت حال الشيخ عبد الله لعلاقاته الودية السابقة بولاة عكا. ونفاه إبراهيم باشا إلى مصر، ضمن مجموعة من الأعيان والعلماء، كعمل وقائي لمنع التمرد ولإضعاف فئة الأعيان المحليين. وأرسل من منفاه كتاباً إلى ولديه الشيخ أمين والشيخ داود في الناصرة، وفي تلك الرسالة تحدث عن معيشته في القاهرة وتمضيته معظم وقته في الأزهر، وذكر أنه يسكن في جواره في الدرب الأحمر. وأضاف أن الباشا يقوم بواجباته كلها ويأمل بأن يسمح له بالرجوع إلى وطنه لرؤية أولاده وعائلته. ولا نعلم ما إذا كانت أمنية الشيخ عبد الله تحققت أم لا. والأغلب أنه توفي في مصر في أواخر الثلاثينات.
للشيخ عبد الله حفيد يحمل اسمه هو عبد الله بك (توفي سنة 1925) أحد أعيان الناصرة البارزين ورئيس بلديتها في أواخر العهد العثماني. وقد زاره مفلح الغساني (نجيب نصار) في قريته عين دور، بالقرب من حيفا، ونزل في ضيافته حين كان ملاحقاً من السلطات التركية في إبان الحرب العالمية الأولى.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع