القاسم، الشيخ محمد: (أُعدم سنة 1834)
(متسلم لواء نابلس ثم متسلم لواء القدس في بداية الثلاثينات. تعاون وسائر أفراد عائلته مع الحكم المصري في سوريا وفلسطين، ثم انقلبوا عليه وشاركوا في ثورة سنة 1834. وعاقبتهم السلطات المصرية بشدة بعد إخماد الثورة فأعدم محمد مع والده، ونفي إخوته الثلاثة الصغار إلى مصر.)
تعززت مكانتا آل القاسم وعبد الهادي في نهاية العشرينات مع تأخر أحوال آل الجرار بالتدريج. فبعد ثورة عبد الله الجرار عُين محمد القاسم متسلماً للواء نابلس، خلفاً لعبد الله الجرار في صيف سنة 1831. وأراد عبد الله باشا، والي صيدا، بتلك الخطوة تهدئة الأمور في جبل نابلس عشية الحملة المصرية المرتقبة. لكن آل القاسم وعبد الهادي سارعوا للإتصال بإبراهيم باشا والتعاون مع الجيش المصري، فأبقي الشيخ محمد القاسم في منصبه وعُين والده متسلماً للواء القدس. واستمر في حكم لواء نابلس عامين، حتى 20 جمادى الآخرة 1249ه/ 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1833م، حين جاء الأمر بنقله وتعيينه حاكماً على لواء القدس، خلفاً لوالده لـ «لكبر سنه». وعين مكانه في متسلمية لواء نابلس سليمان عبد الهادي، فانغاظ آل القاسم من إبعادهم عن حكم جبل نابلس. فلما نشبت ثورة سنة 1834 كان محمد القاسم على رأس جماعات الثوار مع أخيه يوسف. وقد ذُكر اسمه مرات كثيرة في الوثائق المتعلقة بأحداث الثورة، ولقب «زعيم الفتنة» لدوره المهم في قيادة الثورة في جبل القدس ثم في جبال الخليل والكرك. ونجح إبراهيم باشا في القضاء على الثورة، ولاحق الثوار إلى شرق الأردن. وقبض على قادة الثوار الذين سيقوا إلى عكا ودمشق، وكان منهم محمد القاسم وأخوه يوسف ووالدهما، فأعدموا. وصودرت أملاكهم وإقطاعاتهم. أما إخوته الصغار فأخذوا إلى مصر.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع