(شيخ عشيرة الهزيل، صاحب النفوذ والسلطة في المنطقة الممتدة بين جبال الخليل ومنطقة عربه. تم القبض عليه، واقتيد إلى الشام في أواخر القرن التاسع عشر، حيث حكم عليه بالموت ونُفذ الحكم فيه شنقاً.)
هو الشيخ سلمان بن علي بن عزام الهزيل. ويعتبر الهزيليون أنفسهم أقدم وأشرف عائلة بين التياهة، ويصل بعضهم حد القول إنهم قادة عربان التياهة كلهم. أما عربان النقب فكانوا يصفونهم بالوحشية وزعامة الإجرام أو بـ «قوّادي الجرائم» أو «سفّاكي الدماء» بحسب قول عارف العارف.
يقال إن وصل الهزيل من البريكات، من بدو سيناء، وإن بريك، جدهم، كان له ثلاثة إخوة: صقير، وبنية، وشتيوي. وقد أصبح نسل هؤلاء قبائل الصقيرات، والبنيات والشتيات، التي كانت كلها من عربان التياهة النازلين في سيناء.
كانت سطوة الهزيل قوية في القرن التاسع عشر. وامتد حكم شيخهم سلمان من جبال الخليل حتى وادي عربه. ووصلت سطهوتهم درجة أن بدو شرق الأردن الذين كانوا يدخلون جنوب فلسطين في طريقهم إلى غزة، كانوا يحسبون لهم حساباً عندما تطأ أقدامهم وادي عربه، فكانوا يقدمون إلى الشيخ الهدايا من السمن والعقيق والذبائح والجمال ليمروا بسلام. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وضمن سياسة التنظيفات العثمانية، قررت الدولة الحد من نفوذ الهزيل، فاستحضرت شيخهم سلمان إلى الشام وشنقته هناك. ويقال إن الحكم بالموت قد صدر على سلمان في إثر الشكاوى الكثيرة التي رفعها كل من الشيخ سليمان بن عطية وحليفه محمد أبو علي الشوا، من كبار ملاكي غزة وأعيانها البارزين. وقد جاء هذا الحكم، عقب المعركة الدامية التي دارت بين التياهة والترابين (1293ه/1876-1877م)، وسميت «كونة رخمة»، والتي قتل فيها عشرات الفرسان من الطرفين. وكان الشيخ سلمان، الذي عرف بلقبه الأعرج، في الثلاثينات من العمر حين أُعدم، فانتقلت المشيخة إلى أولاد عمه لكنها عادت إلى حفيده الشيخ سلمان بن علي.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع