تقع حطين غربي طبريا ب 9 كلم، أرضها حوالي 30 ألف دونم بين وعر وارض وسهل، كان في مستعمرتين الأولى "كفار حطيم" على طريق طبريا تأسست عام 1936 والثانية "متسبا" تأسست آخر القرن ال 19، علاقتنا مع اليهود كانت منيحه، مره العرب سرقوا غنم من اليهود والمختار رجعهم، وفي مره واحد يهودي كان يملك بحطين ارض، باع قسم منها لأهل حطين اللي سمّوها بعد هيك حاكوره اليهودي.
حطين كان فيها مي وينابيع كثيرة، كانت الناس تشتغل بالزراعة، كان في موسم صيفي وموسم شتوي، بالشتوي نزرع قمح وشعير وبالصيفي بطيخ وسمسم وذره، كانوا يفلحوا على الدواب والخيل. قسم من منتوجنا كنّا نبيعه بطبريا لأنها كانت قريبة وكانت الناس تروح مشي أو على الدواب يبيعوا خضرا، كان في نسوان قويه تزرع خضرا وتبيع بطبريا، هناك كان في حسبه للجملة وحسبه للمفرق، المرا كانت تحمل على راسها بقدونس ونعنع تروح تبيعهم بخمس أو ستة قروش.
كان اللي بده يروح على الناصرة أو حيفا ينزل على طبريا، كان في باصات العفيفي وباصات "ايجيد" لليهود.
بحطين ما في أحراش، في بساتين وشجر كثير والحطب يقطعوه من الزيتون، إذا منروح على حطين اليوم منشوف اكثر اشي شجر الزنزلخت حوالي الحاكورة، من زمان كانوا يستعملوه لغرضين الأول لسقف البيوت لأنه سيقانه مستقيمة وصحيحة وفروعه صحيحة وورقه كبير، والثاني كانوا يستعملوا ورق الزنزلخت لتغطيه الخضرا أو الفواكه لأنه ورقه نظيف ومر والحشرات والسوس ما بقدروا يدخلوا عليه.
مدرسة ذكور حطين الابتدائية
أنا من مواليد 18/12/1936، تعلمت بحطين للصف الرابع بمدرسة ذكور حطين الابتدائية، البنات ما كانوا يتعلموا أيام حطين، معظم المعلمين كانوا من خارج حطين من طبريا، نابلس، جنين وصفد.
المدرسة كانت للصف السابع مديرها صلاح حديد من صفد وقبله كان بدوي عبد المجيد من نابلس وكان يعلم فيها سامي عزوقه من جنين واحمد عبد القادر ومعلمين من البلد. كانوا المعلمين مستأجرين بحطين والمعلم يقبض من الحكومة، يوم القبض كانت المدرسة تسكر لأنه المعلمين كانت تروح على طبريا تقبض معاشها.
الصف الأول كان بالجامع، واللي يخلص تعليمه ينزل على طبريا يتعلم أول ثانوي، كنا نتعلم انجليزي بالصف الرابع بكتاب اسمه موريس 1 وكنا ندرس تاريخ وجغرافيا ودين وحساب وعلوم ونتعلم أناشيد وطنيه وسياسيه ويشرحوا لنا كيف اليهود بدهم يوخدوا البلاد.
بشهر شباط صارت الحوادث بين العرب واليهود وطلعت المعلمين من حطين وعيّنوا مكانهم معلمين من حطين، وبعد شهر أو شهرين هجرنا من البلد.
جدي كان عنده ولدين، أبوي توفيق واحمد، كنا ساكنين بدار واحده، بنينا دار حجر وسقفها باطون قبل ما طلعنا بأربع سنين، أبوي كان عنده بقاله وكان تاجر قماش وملابس وعقل، مرات كان يسافر على الشام يجيب بضاعة، بس أرضنا كان يعطيها لناس على النص.
عنا كان كتير دواب، حوالي 120 حصان بالسهل نستعملهم للحراثه أيام الحصيده ونربطهم على البيدر.. حطين مشهورة بالخيل. مره كان أبوي بالشام وكان واعدني بده يشتريلي بدله، لما شفت أبوي من بعيد وهو راجع قلت لخالي بدي أروح عشان أبوي بده يجيبلي بدله قالي إمعس وجه الترحه باللوح وادرسها منيح وبعدين روح، عصّبت وضربت الحصان ولاّ هو برجّعلي الضربة على راسي وبتصاوب، يومها كان في سيارة تحمل تبن من الناصره، ركبنا فيها على طبريا عن طبيب من دار الطبري وصرت كل يوم انزل للمراجعة بطبريا، والجرح بعده لليوم على صباحي.
كانت تيجي جريده الدفاع وفلسطين على حطين، والناس تعرف الوضع من الجرائد آخر فتره أجا جيش الإنقاذ على حطين قعد بالقرون فوق بس ما شارك ولا بمعركة، بقيوا فوق عند القرن حراسة، ويوكلوا ويشربوا من أهل البلد، كل حمولة كان الها يوم تبعت أكل، المقر كان بالمدرسة وكان في نقطه مراقبه بالقرن.
بحطين كان في بواريد يشتروها التجّار مستعمله من سوريا من بقايا الجيش الفرنسي ويبيعوها، الجيش الانجليزي أعطى البلد حوالي 6 بواريد، الباروده الكندية وصل سعرها حوالي 100 ليره، اللي حمل السلاح كان الفلاحين، واللي درّبهم شخص من حطين كان يخدم بالبوليس الانجليزي.
الخوف كان قوي، سمعنا انه اليهود بقتلوا بدير ياسين وغيرها، وساعتها قرروا أهل البلد يرحلوا وما بقي فيها غير ختياريه.
محمد رميش
إحنا لما طلعنا كان معنا فرس وحمار، حطّينا عليهم الفراش وأدوات الأكل، رحلنا أنا وأبوي وأخوتي وسيدي وعمتي على جبل اسمه الحامي وثاني يوم رحنا على وادي سلامه ونمنا هناك كام ليله وسكنا عند ناس من قرية فرّاده لحتى سقط القسم الثاني من الجليل بآخر تشرين، ومن فرّاده رحلنا على عين الأسد، استأجرنا بغلين ورحنا على بيت جن ومنها على رميش بلبنان، عمتي كانت حامل وخلفت برميش على البيادر، النسوان يومها عملوا حواليها شادر وخلفت جوّا الشادرلانه البيادر كانت مليانه ناس، كل فلسطين طالعه من بيوتها، خلفت ولد اسمه محمد وبقولوله رميش، ثاني يوم استأجرنا دواب لبنت جبيل ومن هناك رحنا على عين الحلوه، ببنت جبيل نمنا بين الزيتون وما لقينا محل للسكن وبعين الحلوه كمان ما لقينا سكن، بذكر بالليل كان يجي قطار يوخد اللاجئين، الناس اللي ركبوا قبلنا بليله راحوا على حلب وإحنا ركبنا ثاني ليليه ووصلنا طرابلس وهناك أعلنت سوريا انها بطلت تستوعب لاجئين ونمنا بالقطار حوالي 15 يوم، بطرابلس كانوا يعطوا اللاجئين كل نفر 3 ارغفه ونص كيلوا عجوه، أنا كنت أروح أجيب الأكل لأني كنت اكبر واحد.
فش عائله ما مات منها حدا، أنا إلي أخ مات كان عمره أشهر، مرض ومات وعند دار عمي مرضوا أطفال وماتوا لأنه ما كان في علاجات وأدوية.
بلبنان تعلمت قسم من الصف الرابع بعين الحلوة وتعلمت ببعلبك شهرين أو ثلاثة ولما رجعنا على فلسطين واجينا على عرابه بآخر شهر خمسه كمّلت تعليمي.
الجيش اليهودي عمل نقطه اله بالمدرسة وقعد فيها لأنه كانت عاليه، كانوا خايفين البلد ترجع، ولما صارت أهل حطين ترجع بالليل حتى تجيب أغراض ومؤن، كانوا يطخوا عليهم.
بعد ال 67 هدموا البلد ما عدا الجامع، ما بعرف ليش بس يمكن لأنه خافوا انه الفدائية تتخبى فيها.
عن موقع ذاكرات