جاءت زيارتنا لـ (أبو علاء ) مباشرة بعد الانتهاء من زيارة علياء محمد ( أم نادر ) ، وذلك في 26/1/2011 في وادي الزينة بهدف استكمال شجرة عائلة محمد /سحماتا التي بدأنا جمعها مع أم نادر .
لم أكن أدري أن ( أبو علاء ) الذي نطرق بابه لجمع المعلومات عن العائلة هو نفسه أبو علاء الذي كان يعمل في النجارة قرب مدرستنا في رأس بيروت . كان ذلك قبل عشرين عاما تقريبا .
وبوجود والدي برفقتي كان التعارف أسرع وأسهل ، دون تكلف أو حذر . قدمنا لـ أبو علاء كتيبا تعريفيا عن ( هوية ) وأوجزنا له ما نسعى إليه فكان متجاوبا مع الفكرة ومتحمسا لها ، وكذلك أم علاء التي شاركتنا الجلسة وساهمت في انعاش ذاكرة أبو علاء في بعض المحطات .
هو سعيد مصطفى سعيد محمد ، ويوافق ( أم نادر ) الرأي بأن الكثيرين يحسبونهم ( أي عائلة محمد ) من عائلة حسين ، ويؤكد أن عائلات محمد وحسين وموسى ترتبط ببعضها بشكل وثيق دون أن يكون الرابط بينها واضحا ، وما يسمعه في هذا الصدد هو مجرد روايات لا دليل عليها .
يبدأ معنا في رسم شجرة عائلته ابتداء من جده سعيد محمد الذي كان له ولدان : أسعد ومصطفى ، وكلاهما مولودان في سحماتا . مصطفى ( الذي يعرفه أبناء البلد باسم مصطفى أمينة نسبة إلى والدته ) هو والد أبو علاء .
أسعد كان له ولد واحد هو سعيد ( مواليد سحماتا ) ، أما مصطفى فكان له ثلاثة أبناء وابنتان : سعيد ( مواليد سحماتا ) ، زياد ، أحمد ، فاطمة وعفاف .وتابع أبو علاء في إضافة أسماء أبنائه وأحفاده وأبناء إخوته ، لكننا لم نتمكن من إيجاد الرابط مع فرع موسى علي الحسين محمد .
يذكر أبو علاء أن جده سعيد قد توفي في سحماتا قبل نكبة الـ 48 ، وأن والده مصطفى قد تهجر عام 48 ولم يكن له من الأبناء سوى سعيد ، متوجها إلى البقيعة ولكنه لم يمكث هناك طويلا ، إذ انتقل بعدها إلى دير القاسي وبعدها ساروا على الشارع الشمالي باتجاه رميش في جنوب لبنان ثم إلى بنت جبيل فالبرج الشمالي وبعدها إلى بعلبك .
أما أسعد سعيد محمد أخو مصطفى سعيد فقد بقي في عكا ولم يغادر إلى لبنان ، وحسب علم أبو علاء فإن أسعد سعيد قد سجل اسمه أسعد سعيد أحمد وليس أسعد سعيد محمد . ابنه سعيد حمل اسم عائلة أحمد أيضا ، وقد غادر فلسطين فيما بعد متوجها إلى لبنان، ويذكر لنا أبو علاء أن ليس هناك تواصل بينه وبين أفراد العائلة الذين بقوا في فلسطين .
وعن مسألة حق العودة يقول نحن إن قبلنا الحصول على جنسية أجنبية فذلك لتسهيل السفر والانتقال من بلد لآخر، ولكن هل يعني ذلك أننا لن نظل فلسطينيين أو نتخلى عن حق العودة ؟! عندما تسمح الظروف أينما كنا وأية جنسية حملنا سنعود .