أبو رائد بركات
الموطن الاصلي: قرية يازور/يافا
العمر: 12 عاماً يوم الرحيل
مكان الاقامة: مخيم العين/نابلس
انا كنت في السادس الابتدائي يوم طلعت من يازور، كنا نسمع الأخبار عالقهوة، كان في أيام زمان صندوق غُنا لعبد الوهاب، كانوا الختيارية والكبار يروحوا عالقهوة كل يوم ويسمعوا الأخبار من الراديو اللي موجود في القهوة، قلما تجد ناس عندهم راديو، كانت الأخبار مركزه حول الحرب العالمية التانية. كنا نسمع بالراديو عن المشاكل اللي بيننا وبين اليهود، الانجليز كانوا مساندين الهم، كانوا عاملين فيلق لليهود في الجيش البريطاني، إحنا شايفينهم، كانوا يحملوا عصي زي الكشافة، ويتدربوا في الليل مش في النهار.
بريطانيا كانت اذا وجدت فشكة واحده عند اي عربي بيهدموا بيته وبعدموه، احنا مكنش يوصل تفكيرنا انه الامور رح توصل لهادي الدرجة، الناس كانت معوله على مصر والجيوش العربية، انا ابداً ما كنت اتوقع اه نصير لاجئين. في النهاية، لما صارت المناوشات، وصارو اليهود يهاجموا البلد على اساس يضعفوا السكان ويرحلوا، يعني مذبحة دير ياسين، والاذاعات العربية هولت القصة وخوفت الناس وخلتهم يرحلوا، ولكن برده مع كل هدا، كان الواحد يبيع طحيناته مشان يجيب باروده وفشك، كان عنا حراسه في الليل من شباب البلد، يطلعوا على ذيال البلد، مسلحين ببنادق من اللي بتضرب الفشكه بتوقف في الطريق وبتجيب سيخ عشان تزبطها.
كنا نزرع قمح، كان موجود في كل بيت مونته، القمح والعدس والبصل، كله من ارضنا، ابوي كان مسؤول اللجنة العسكرية في يازور، هو اللي كان يرتب الحراسه، ولا اتدربوا اهل البلد ولا إشي، كان عنا واحد عسكري يوغسلافي، بيجي هو القائد، كان ابوي ينسق الحراسه ويوزع الشفتات، والاسلحه بتيجي عنا علبيت، وعلمني ابوي كيف انضف البنادق، كان في شي حوالي عشرين تلاتين بندقية عنا، كان عنا شي قطعتين تلاته برنات وتومسون، كانوا الناس مش متدربين عليهم، يعني تدريب عشوائي.
كل ليلة كانوا اليهود يهاجموا يازور، بالنهار مكانوش يهاجموا، وكان الجيش البريطاني يساندهم، نسفوا معمل التلج في الليل، حياة ابوي لقى البرن تاعة الجيش البريطاني سخن زي النار دليل على إنهم بيساعدوهم.
كانوا الناس يتخوفوا ينزلوا عالبيارات اللي قريبه على اليهود، كل واحد منا كان عنده كمية من الكاز والسولار مشان وابور المي، صار خلل بمعنى الخلل او النقص في المواد الغذائية. كانت العائلات تتجمع، رحنا سكنا في داخل البلد، احنا كنا عايشين بالبياره، والبياره، قريبة على مستعمره اسمها موليدت، كنا نسميها الدباغة لانها بتدبغ جلود وكانت مسلحة، مستعمره مسلحة، تعمل كشافات على المنطقة كلها، مكنش يشتغل فيها عرب.
مكانوش اليهود يستجروا يفوتوا بالليل على البلد وحتى في النهار صاروا يمشوا قوافل، من أول كانوا السيارات يمشوا على الخط الرئيسي، وكنا احنا اللي نتعرضلهم، نطخ عليهم، فصاروا يمشوا قوافل، مصفحة من وراهم ومصفحة من ادامهم.
البلد كانت مقسمومه نصفين، عاليمين والشمال، من وسطها الشارع الرئيسي، في بيت على الشارع العام بيننا وبين بيت دجن اسمه حزبون، زي مركز الهم، بس هما عاملين انفاق تحت الارض بتوصلهم لعيون قاره، وحزبون هاي نسفوها شباب البلد، وتاني يوم كانوا قاعدين اليهود على انقاضها.
استشهد الحج محمد جاد الله، خالي، يوم أجا أخد من ابوي إذن بده ياخد الحراسه بالليل، وراح اتقدم من منطقة قريبة من موليدت، البندقية اللي معاه طليانية قصيرة وبتضوي، مجرد ما يطلع الطلق ببيّن موقع اللي ضرب، اليهود كانوا حاطين كشاف، ومعاهم اسلحة طبعا، لما ضووا الكشاف عليه طخ عليهم، فبيّن بزياده، فطخوه، كان المفروض انه يسلم عالساعة اتنعش بالليل، وكانوا اهله ساكنين في البيت عنا، لانه كانوا راحلين من البياره، طلع ابوي يفتش عليه، وهما بفروا بذيال البلد، لقوه محله قاعد على ركبته وإيده ماسكه بالباروده، فكروه مش ميت، حمله واحد على ضهره، وأنا لما شفته صرت أقوللهم في دم على إيد خالي، كشفوا عليه، لقيوا رصاصة فايته من كتفه الشمال على جهة القلب. في كمان من اللي استشهدوا عبد الحميد ابو زبيده من يازور والحج محمد ابو صفيه، ومن اللي اتصاوبوا عمي ابو مرتي، الحج عبد الهادي جابر، انقطعت إيده من قنابل السلبان، متل المورتر هاي، اجت القنبلة بالنص، لما فقعت قتلت اللي عاليمين، اللي هو عبد الحميد ابو زبيده، وقطعت ايد عبد الهادي جابر، اليهود نسفوا مصنع شناتا للغزل ومصنع التلج.
المتطوعين كانوا يساعدوا سلمه، ولما تصير معركه كانوا كل الناس المجاورين في الخيرية ويازور يروحوا يساعدوا سلمه، الفزعه يعني، لما اشتدت الأمور، رحّلونا إحنا الأولاد على اللد وبقوا الكبار اللي من التمنطعش وطالع، اللي بقدر يحمل السلاح بقي في البلد للدفاع عنها على أمل انه بيجوا قوات عربية وتقاوم العصابات المسلحة والمصفحات والمدافع، وإحنا معانا شوية بنادق انجليزية وكندية في احسن الاحوال، اللي عنده بندقية كندية كان احسن سلاح عشان فيها ناضور بتجيب الهدف.
من القصص اللي بتذكرها قصة واحد اسمه محمد جابر العارضة، نظره على قد حاله، والدي طلب مني إني أقعد في الليل معه على بين ما يستلموا الشباب، يعني اقعد جنبه اراقب معه ومعاي بندقية طليانية صغيرة اللي إنقتل فيها خالي، يعني اقعد اراقب الموضوع، كان يحكي لي محمد جابر العارضه الله يرحموا، اسمع يا ابني، مجرد ما تشوف إشي بتقللي، بس تشوف اي إشي بس بتدقني وأنا ببلش اطخ، كان في روح معنوية عالية، بس فش امكانيات.
أجا جيش الانقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، وعرّف على حاله انه قائد جيش الانقاذ وسأل وين مستعمرة هتكفا؟ ضربوا على هتكفا لاحقاً قنبلتين، وقال لابوي، إحنا إستلمنا البلاد، والله معاك يا ابو صالح، وطلعوا المسلحين من البلد، إحنا لما دخل جيش الانقاذ، قلنا خلص، هاي بداية نهاية اليهود، طالما بلشت الجيوش العربية تدخل.
بعد ما طلعوا الناس من يازور رحت انا وواحد اسمه محمد حسن الطنطاوي على البلد مشي من اللد ليازور، كان في النا بسكليتات، رحنا مشي من اللد ليازور عشان نجيب البسكليتات، دخلت البلد، مفش فيها ولا انسان، لا جيش انقاذ ولا يهود، فاضية البلد، كان إلي كلب أنا مربيه، وشفت التوته كبيرة ومليانه، كانت الدنيا ربيع، الكلب من حد ما شافنا بده يوكلنا من كتر ما هو مشتاق، انا من حد ما قلت له ماكس، تشعبط علي وعلى كتافي وزي اللي بده يبوسني، أنا طليت من خزق الباب، واحنا محملناش معنا اشي، خلينا عفشنا بالبيت، شفت كل عفشنا لساته بالبيت، احنا بس حملنا غطا وفراش لما طلعنا، وأنا بطلع من خزق الباب، لقيت البسكليتات، اتطمنت، جبت حديده وبدي اقرص الباب عشان افتح الشنجل التحتاني، وهيك انا بقدر افتح الجارور الفوقاني وينفتح الباب، وانا بساوي هيك، فلت السيخ، اجا على ايد محمد، صرخ محمد، سمعت أنا إشي، بقولي محمد: جايين اليهود عن السكه، الهم صوت، تركنا كل إشي، وهربنا من بين الدور، من منطقة اسمها البوبريه، هاي آثارات قديمة، هربنا ووصلنا حد المدرسة، انا سمعت صوت بس ما شفت إشي، إجينا على المدرسة، في واحد إسمه محمد العاقل، في عنده سيارة عماله بزق فيها، ساعدناه فيها، زقيناها، قال بده يروح عيافا، قلناله شو تروح عيافا، ماليهود دخلوا البلد، خدنا معاك عاللد، الا بقول لأ، أنا بدي أروح عيافا، وراح.
وصلنا مدرستنا، المدرسة تاعتنا مدرسة زراعية، وكانت الاسكادنيا حامله، ولونها أصفر، وإحنا جيعانين، لقطنا اسكادنيا، وضلينا ماشيين من الشارع العام، إطلعنا على حارتنا، كانت في منطقة مرتفعه، اسمها حارة النوابلسه، وعنا ارض خمسين دونم، اخدنا فيها حقوق مزارعه، كان واحد باعها لليهود وابوي استردها بواسطة صلاح الناظر ضابط بوليس في ملبّس، كنا زارعين فيها قمح، كان القمح طويل طول الزلمه، وكان البرتقان مقطوع، يعني في أواخر شهر أربعه وأوائل شهر خمسة.
من جهة معمل الحلو إجينا انا ومحمد، واحنا ماشيين، إطلعنا على حزبون، لقينا اليهود بوقفوا السيارات عند حزبون، إجينا ميلنا من بين البيارات، وإحنا ماشيين، التقينا بزلمه من يازور اسمه محمود ابو حمده، أطرش، سايق عربايه، قلت له بصوت عالي: لوين يا ابو العبد؟ قال: عيازور، قلت له: ليش؟ قال: بدي اجيب كاز، بده يروح يجيب كاز من البرميل اللي بالبياره تبعته، كانت وقية الكاز بشلن فلسطيني، صارت وقية الكاز غالية جداً، والزلمة عنده برميل وراجع من اللد عيازور بالتهريب وعلى روحه عشان يجيب الكاز، صار كل إشي عزيز.
ضلينا ماشيين، إجينا على بيت دجن، طلع صوت طخ عند مركز بوليس بيت دجن، معرفناش ليش، ووصلنا منطقة السافرية، ضلينا ماشيين، إلتقينا احنا وواحد من بلدنا من دار السعدي، معاه حماره كبيره قبرصية، بقوللو: شو رأيك تلقطنا برتكان من اعلى الشجره، شموطي، هاي البيارات كان مقطوع البرتكان اللي فيها، بس بيضل شوية في أعلى الشجر، مَسّكني الحمار، قلت لمحمد، احنا تعبانين، إركب وراي، وتركت الزلمه اللي طلع جبلنا برتكان، وضلينا هاربين بالحمار، قطعنا أرض السافرية كلها، ووصلنا سكة الحديد تاعة اللد، والزلمه يرمح ورانا، ربطنا الحمار بالسكه، ووصلنا اللد قريب المغرب، كانوا اهلي بيدورو علي، كزبت عليهم، وما قلت لهم اني بقيت في يازور.
يازور ما سقطت، لانه ما طلعوا منها المجاهدين الا لما أجا فوزي القاوقجي اطلعهم، كانت صامدة، وما سقطت الا لما استلمها جيش الانقاذ، لما صارت الهدنه، ابوي جمع جماعة مسلحين من بلدنا، ونزلوا عشان يرجعوا يخلصوا البلد، وصلوا لغند السافرية، كانوا اليهود متخندقين ومجهزين حالهم.
البلد كلها هلأ تقريباً مدمره، بس ضل منها المدرسة ومقام القطناني، ومقام الامام علي، والجامع عاملينه كنيس. نزلت زياره عيازور بعد النكسة مع ابوي، بقدرش الانسان يوصف شعوره، انا لما شفت مسقط رأسي، ولما شفت بيتي مدمر، في شجر رمان في بيتنا، وفي كمان شجر جميز، اولادي وزوجتي كانوا معاي، قطعوا الرمان، وقالوا هاد النا، قلت الهم هدي الرمانة زرعها سيدكم، في النا أرض اسمها ابو الميز، ابوي لما شاف البلد إنقلب راسه، بطل يعرف وين أرضنا، وصار يقوللي: يابا وين أرض ابو الميز، قلت له يابا مش هدا بيت البابور تبع المي تاع محمود ابو فوده، قال آه، قلت له إذن هون بتطلع ارض ابو الميز، ابوي إنقلب راسه، وصابته جلطه لما رجعنا، إطلعت على وجهه كان لونه ازرق، قمت أنا داريته، وقلت له إحنا ولا إشي بالنسبة لغيرنا، وبعدته عن الأرض، ومطولناش بالبلد، وروحنا بسرعه، شقا عمره وبيته وأرضه كلهم راحوا، محبيتش يشوف اكتر من هيك.
لقينا هناك عراقية ويمنية، قالو لنا إحنا مخصناش، بس الحكي كان من برا البيوت، مخلوناش نفوت، ما حبيت أعيدها، أنا كنت اشتغل بالسوق الأخضر بنابلس، وكنت أنزل عتل ابيب اجيب بضاعة، لما أدخل منطقة يازور أحط راسي بين إجري عشان بديش اشوفها، بديش عيني تلمح المدرسة، والارض كمان اللي كنا نزرعها ذره وخيار وبندورة وبيتنجان، ذكريات الطفولة، إتذكرت مدرستنا الزراعية، ومديرنا الاستاذ راشد الزعبي من ناباس، أصله من طوباس، كان صديق أبوي القطله اليقطين والبيتنجان والبندورة كل يوم أحطهم في سلة واوديله إياهم على المدرسة، هذه الذكريات ابتنتساش.
قعدوا أهلي في اللد تلت اربع أشهر، بعديها طلعوا على قبية، لما سقطت اللد، ما كنت فيها، طلعت انا وعمي وأخوي، كان جارنا لداوي من دار عرموش، كان زارع دخان وتنباك، في اله ولد ابخلفش، ومرت ابنه خميس اتحببت إلي عشان ابيجيهاش ولاد لدرجة انها طلبت من ابوي يخليني عندها، وأخوي كان يشتغل عند ابو خميس، فصرت أنا كل إشي في حياتها.
هربنا على قبية، طريق جمزو، أجا الجيش الأردني، أخذ الحاكم العسكري الأردني، ودخلت اليهود، أجوا من شرقا، الدنيا نار وشوب، تلاقي الناس الاموات، الاطفال، الحريم، فش مي، أنا شربت من ميّ في حوض فيه ابو ذنيبه والريم الأخضر، بالنسبة النا منيحه، كنا ميتين عطش، هاربين من اللد، والدنيا رمضان، دبكت على المية واشربت لما إرتويت، الناس هاججه، واليهود يقولوا للناس: يلا على عبد الله، على عبد الله، هربنا انا واخوي وعمي ومرت عمي، زي يوم القيامة، في ناس هربت على الجوامع اللد، دخلوا اليهود على الجوامع، وقتلوا الناس في الجوامع، شو الفايده، اليهود معهم اسلحة كتير، والانجليز تركولهم كل الاسلحة.
إجينا على منطقة، لقينا فيها بير، ميتين من العطش، انا ل بس حطة وجكيت عمي، كنا مش حاملين اشي، منعونا نحمل اشي معنا، كنا بنربط الحطات، وننزلهم في البير، وبنعصرهم ونشرب وصلنا قبية، وإلا هو جاييه جرارات زراعية، اهل قبية فكروهم يهود، صاروا يصيحوا: إفكسوا، يعني اهربوا، نطينا من فوق البيوت، والله حرمه رمت ابنها بالفه على الارض وهربت من شدة الرعب، بعديها صاروا ينادوا يا ناس ارجعوا إرجعوا، طلعوا مش يهود. بعديها رحلنا من قبية على دير عمار عشان نبعد عن خطوط المواجهة، قعدنالنا يومين، ومن دير عمار عنابلس، سكنا قرب المي، تحت الزتون في المخيم التحتاني عند العين تاعة مخيم العين، كنا ناصبين خيش على الشجر، قعدنا اكم اسبوع هيك، ناس راحت عالجوامع والمدارس، بعدين لما قربت الشتويه احنا رحلنا وإستأجرنا سنتين تلاته في دار ابو السعود، بعدين الصليب الاحمر جاب خيم، في ناس سكنوا بالمغر، رحلنا من دار ابو السعود واستلمنا خيم، وصرنا نجيب اواعينا على المخيم، أبوي إنهدم، إنجن عشان بدنا نيجي على المخيم، اهل المخيم بسمعوا في أبوي، رجل قدير ومن رجال يازور الكبار، جابوه وعينوه مختار عليهم، ووافقت عليه الاردن مختار للمخيم، وقعدنا في المخيم في الشتوية، توقع علينا الخيمة، الناس كانوا يزيحوا التلج عن خيامهم بلاش ينكسر العمود وتوقع الخيمه، وضلينا بالخيم لحد التمنية وخمسين، والحمامات مشتركة، في حمامات للرجال وحمامات للحريم، كانت المجاري مكشوفة.
الناس بنابلس إتعاطفوا معانا، اللي عنده مخازن فتحها، والمدارس والجوامع كمان فتحوهم، وكانوا يجيبوا على الجوامع الأكل والباطانيات، الجامع مقسم مناطق، لكل عيله منطقة، وبينهم بطانية. كانت عين بيت الما مكشوفة، كان بيجي عليها الجيش العراقي، فكنا نغسل السيارات على العين، فكان الجيش العراقي يجيب سياراته وإحنا نغسلله السيارات ونوخد أجر، في ناس كانت تروح على معكسرات الجيش يجيبوا الرز، والطبيخ، والتمر، الناس كانت تروح على الجيش العراقي تشحد.
قررت أرجع على المدرسة، إحنا إتضمنّا بستان في نابلس مع فارس يونس، في منطقة مدرسة أسماء بنت ابي بكر، محل الموول حالياً، في كان هناك بلوطه كبيره، كنا مرابعين، يعني النا الربع، الحمد لله محتجاناش حد يساعدنا، صرت كمان ابيع بنزين، الناس أكلت طحين الشعير من الفقر. رجعت على المدرسة في نابلس، في الدوار كان هناك دير، وفي داخل الدير في مدرسة، جنب صبانة طوقان، ودرست في الكلية الوطنية الجديدة بداخل الدير قبل ما يهدوا الدوار، درست فيها، ولما هدموها رحت ادرس بالنجاح القديمة واشتغلت كاتب، بعديها أخدت دبلوم محاسبة واشتغلت في الوكالة.
والله لو عرضوا عليّ يطوبولي نابلس والضفة الغربية، وما فيها من أموال وعقارات، بفضل إني أرجع أسكن في بلدي وبستغني عن كل هالإشي. وبفضل أسكن في خيمه في يازور وأندفن فيها، لا شيء يعدل الوطن.
شهود النكبة
روايات شفوية للشهود العيان على حرب عام 1948
اعداد: علاء ابو ضهير