دينا آغا – مخيم عين الحلوة
13-6-2011
خلال زيارتي إلى مخيم عين الحلوة قمت بزيارة الحاجة هدية محمد علي الحسن (مواليد 1930).
والهدف من الزيارة كان العمل على جمع شجرة عائلة الحسن، وتوثيق ما أمكن من تاريخ العائلة في السميرية وفي الشتات.. وهكذا جمعنا شجرة العائلة من الجد علي وأبنائه: محمد، أحمد، حسين، ابراهيم، وآمنة.
ثم عادت الحاجة هدية بذاكرتها أكثر من 63 عاماً إلى الوراء، لتقول:
" إن السميرية كما معظم قرى فلسطين الناس فيها بسطاء يعتمدون في معيشتهم على الزراعة ورعي المواشي.
كان منزلنا بقرب الجامع القائم في البلدة والبيارة الخاصة بنا مقابل المنزل وأذكر من جيراننا بيت الحاجة نايفة البني، دار الصياح، دار راجي الصياح، دار ابراهيم الصياح، بيت عيسى الناطور، دار رشيد عبد الغني ودار أبو فؤاد سريس.
وكان أبي يعمل بزراعة القمح والخيار والملوخية والذرة، وكنت أعمل معه أنا وأمي وأخوتي خاصة في موسم الحصاد وأحيانا نذهب مع أمي وجارتنا زوجة صالح كعوش لبيع الحصاد في عكا.
قبل أن يتم إخراجنا من فلسطين بأعوام قليلة تم بناء مدرسة للصفوف الابتدائية الأولى وذهب أخي عبد الهادي إلى تلك المدرسة ومن ثم أرسلته والدتي إلى عكا ليكمل تعليمه.
كان مختار بلدتنا المختار حمادة وأذكر مرة كنت أعاني من وجع في ساقي فأخذني والدي إلى المختار ليداويها وحين أخذ يحس مكان الألم بدأت بالصراخ فصاح بي والدي ضاحكا:" ولك بتصرخي وهو المختار اللي ماسكلك إجرك؟!!!"
أما الأعراس فكانت تستمر ثلاث أيام بلياليها وكانت تأتي فهدة الصياح لتغني في الأفراح وكانت النساء تشاركنها بالغناء وكنت في الدبكة "أمسك على الراس" والعرسان يخرجون من منازلهم على الفرس الأصيل المزين بالخلاخيل.
قبل أن يدخل اليهود إلى بلدتنا سنة 1948 بدأت الأخبار بالانتشار بأن اليهود يقتحمون البلاد فدبّ الخوف في قلوب الناس والكل خاف على أولاده ونسائه، فخرجت والدتي وإخوتي في عكا وأنا كنت متزوجة فبقيت مع أهل زوجي ولكن حين خرج أهلي أخذت بالبكاء فذهبت معهم بعد أن شفق علي زوجي.
وقد توفي الكثير من أهالي بلدتنا إثر القصف والمناوشات التي وقعت في السميرية بعد خروجنا أذكر منهم أبو صالح كعبوش، وثم بعد فترة جاء اليهود إلى عكا وذهبنا للبحث عن والدي ولكننا لم نجده فتوجهنا إلى المنشية ومنها إلى المكر ثم إلى كفر ياسيف ومنها إلى أبو سنان حيث وجدنا والدي عند دار سليمان رباح أصدقاء والدي وبعد أن بقينا عندهم فترة من الزمن توجهنا إلى يركه وبعدها إلى البقيعة وكان ملاذنا الأخير في مخيم عين الحلوة بعد الكثير من التنقلات والعناء".