شارك الحزب القومي السوري الاجتماعي في حرب فلسطين، ويمكن العودة في هذا الإطار إلى بعض رسائل أنطون سعادة، مؤسس الحزب، وأسماء كثيرة سقطت للحزب في حرب فلسطين عام 1948. في العام 1949 حُكم على سعادة بالإعدام، وصدر حُكم بالمؤبد على بعض الفلسطينيين منهم عبد الله أبو حميد من مدينة عكا. فرّ أبو حميد إلى برج البراجنة عند آل بكير بداية، ثم غيّر اسمه. لكن نشاطه التنظيمي لم يتوقف وإن أصبح أكثر حذراً. وتواصل مع بعض القوميين السوريين في مخيم برج البراجنة لما دخل الفكر السوري القومي إليه. في العام 1954 عمل محمد راغب قبلاوي، من بلدة ترشيحا، كمشرف على العمال عند أحد متعهدي البناء من الحزب السوري القومي الاجتماعي، واستطاع المتعهد أن يستميل قبلاوي إلى فكره، وكان الأخير على درجة من العلم والثقافة.
واستقطب محمد راغب قبلاوي إلى حزبه عدداً من أفراد آل عركة (ترشيحا) إضافة إلى: خليل ر. (ترشيحا) أحمد ع (ترشيحا)، محمد ع. (ترشيحا)، موسى ن. (الكابري)، فوزي ع.ع. (الغابسية). وكان قبلاوي يملك قدرة حوارية هائلة بفضل قراءاته، ولم يتوانَ عن محاولات استقطاب كل من يعرفه من ترشيحا وغيرها. في العام 1962 اغتالت قوات من الأمن اللبناني محمد راغب قبلاوي في بيروت بعدة طلقات بعد أيام من محاولة انقلابية فاشلة للحزب السوري القومي الاجتماعي. ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحدّ، بل كانت القوى الأمنية تطوّق المخيم دائماً بحثاً عن مناصرين للحزب. واضطُرّ أحمد ع. إلى إعلان انسحابه من الحزب في الصحف اللبنانية. وأثّر تأييد الحزب للرئيس كميل شمعون أثناء أحداث العام 1958 على شعبيته ودرجة انتشاره بين صفوف الفلسطينيين بمخيم برج البراجنة.
أحمد علي الحاج علي
(مخيم برج البراجنة: ظل الحياة والموت)