جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
تقول الشاهدة: «تقع قرية يبنة من الشرق لقرية زرنوقة، ومن الجنوب قبيبة، ومن الشمال أسدود، ومن الغرب روبين. وكادت قرية يبنة أن تعين مدينة نظراً لكثرة سكانها الذين تجاوزوا العشرين ألف نسمة. وكانت قريتنا عبارة عن أرض خصبة لزراعة جميع أنواع الخضار والفواكه وكنت أنزل مع الفتيات في أم الحصيدة كي نحصد الزرع مع أبي». وتضيف: «مع كثرة عدد سكان يبنة إلا أنهم ذهبوا أدراج الرياح بسبب الهجوم اليهودي عليهم, حيث هربوا جميعاً من الخوف». ويروي لنا ولدها فريد محمد شاكر طشطاش (42) وهو مستمع لأحداث النكبة من أبيه حيث قال: «إن اليهود حاصروا كل البلدات بمساعدة البريطان وفق خطة مدروسة لتهجير الفلسطينيين عن أراضيهم، ولم يتركوا لجميع القرى والمدن إلا منفذاً واحداً لم يحاصروه على البحر من أرض تسمى «أبو هرير» حتى هرب الناس، وتكاثروا جميعاً في المجدل، إلا أنهم بعد ذلك هربوا إلى منطقة تسمى الفواخير، حيث كان المقاومون من الرجال يوصلون أولادهم ونساءهم إلى مكان آمن، ثم يرجعون بالبارودة والسلاح حتى يقاومون الاحتلال في يبنة». وعن نفسها تقول الحاجة بهية: «إنها عادت إلى يبنة مرة واحدة بعد الهجرة، لكنها لم تجد ولا شجراً ولا حجراً كما هو، بل وجدت النار والهشيم، ثم بكت الحاجة بهية على البلاد وعادت إلى غزة حيث مخيم جباليا والخيام التي أعطتهم إياها وكالة الغوث لتعيش هي وأهلها في المخيم. وتقول: إنها تنتظر في يوم من الأيام العودة إلى يبنة. ولم تذكر الحاجة بهية اسم أي شهيد منهم لأنهم هاجروا قبل دخول القوات (الهاجاناه) إلى بلدتهم.
www.group194.net