المقال |
يصف الحاج رجب موقع القرية بأنه موقع استراتيجي, وأنها تعتبر بمثابة مدينة وليست قرية، وقال: «كانت القرية عبارة عن مركز تمويل للقرى المجاورة لها. حيث يحدها من الشمال الغربي روبين، ومن الشمال قرية القبابة، ومن الشمال الشرقي زرنوقا، ومن الشرق المغار والجنوب الغربي أبو سويرح ومن الجنوب بيت شيت». ويقدر الحاج رجب عدد سكان قريته بـ 8آلاف نسمة، مبيناً أنها كانت تشتهر بالزراعة وخاصة زراعة الحمضيات والخضار، وكان يوجد بها العديد من آبار المياه. وتحدث الحاج رجب عن معيشة الأهل حيث قال: كانت تتسم بالبساطة وراحة البال وكل فرد فيها كانت له أرض، مضيفاً: «كان لأبي أرض يقوم بزراعتها ويجمع منها قوته ليصرف علينا فكان حالنا أفضل من الآن بكثير». أما بالنسبة للهجرة حيث كان القوات الإسرائيلية تتبع أسلوب الكر والفر. حيث كانت تأتي على شكل مجموعة من العصابات تضع ألغاماً في القرية وتهرب. وكان فيه مقاومة في القرية حث تعتبر يبنة مركز القيادة المدافعة عن باقي القرى. ومن المقاومين جمعة العيلة وعائلة النجار وأبو سالم والرنتيسي والهمص بالإضافة إلى عائلة حسنين وخليفة. واستكمل الحاج رجب يقول: «بقت المقاومة مستمرة في القرية حتى طردونا منها حيث هناك من هرب من بلدتهم أتى إلى يبنة ومنعناهم من الخروج حتى أصبحت قريتنا عبارة عن ثكنة عسكرية. وكانت هناك نجدات تخرج من قريتنا إلى بعض القرى مثل نجدة قرية المغار وقرية القبابة وقرية بيت شيت». وذكر الحاج رجب بعض الشهداء منهم: الشهيد صالح الهمص، وحامد خليفة، وآخر من عائلة البياري. وتحدث المغربي عن المجزرة التي حدثت في قرية بيت شيت؛ حيث تم محاصرتها من قبل المستعمرات، ورغم ذلك كانت فيها مقاومة شديدة، ولكنها ضعفت بسبب عدم وجود الأسلحة، وقال: «طلبنا من القائد العام، وكان يطلق عليه الماووي، وذخيرة من الأسلحة ومدافع الهاون لنحافظ على القرية,، ولكنه رفض وقال لنا جملة لن أنساها إلى اليوم: «خايفين على بلدتكم دي أتروح في الليل انجيبها في النهار»، وكان هذا من ضمن الفشل والهزيمة مما أدى إلى الاستيلاء على القرية». وأضاف الحاج رجب: «إننا لم نختر غزة ولكن فرضت علينا، لأنها كانت عبارة عن منفى فهي قاحلة ولا تصلح للزراعة. فما حدث أننا خرجنا من يبنة متجهين إلى أسدود، وساعة وصولنا بدأت المعركة فيها وقاومنا فجرح من جرح وقتل من قتل، فمن الذين استشهدوا محمد المصري، وعلي جغة. ومن ثم ذهبنا إلى المجدل وسكنا في إحدى المقاومات الأرضية للقوات المصرية اسمها حارة الغضين. وكانت المهاجمة الإسرائيلية فيها من خلال الطائرات حيث كان هناك ثلاث طائرات من نوع أتريس يطلقون منها قنابل البراميل، مما أدى إلى انسحابنا متوجهين إلى غزة. وكان أول مكوث لنا في بيت لاهيا وكانت في البداية سيئة للغاية إلى أن جاءت إغاثة الوكالة سنة 1949، وأمدتنا بالمساعدات والمواد التموينية التي تساعدنا على العيش. وتم توزيع أيضاً الخيام والبيوت الطينية. وتم بعد ذلك تنقلنا في عدة مناطق إلى أن استقرينا في غزة، وتم تأقلمنا بالواقع الذي نعيشه إلى يومنا هذا».
www.group194.net
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|