ريمِة إبراهيم ابريق (إم صالح) الكوكانيِّة في الـ95 من العُمر تُجسِّد ذاكرة الكويكات المهجّرة.
يعيش قسم من أهل قرية الكويكات المهجرة اليوم قاب قوسين أو أقلّْ عنها في قرية أبو سنان. ولم تمح السنين وطولها ذاكرة الوطن من أذهان وقلوب الكواكنة وحنينهم وإيمانهم بحتمية العودة إليها ولو بعد حين.
لتوثيق ذاكرة الكويكات، البلد التي عاش أهلها قبل النكبة عيشة رغيدة ولم ينتظروا مرةً هذا المصير البائس، التقيت مع الحاجّة ريمة ابراهيم ابريق (أم صالح) 95 عاماً.
عُمْري دَشَّرْتُه في لِكْويكات يُنطُرْ ويِحمي البيت
توقّعت لدى وصولي أن أجد أم صالح مستلقية على سريرها أو جالسة على مقعد مريح ولكنها انتظرتني على مدخل بيتها منتصبة القامة وبصوت جهوري يدلّ على شخصيّتها القوية قالت لي: أهلاً وسهلاً تفضّل يا حبيبي.
قلت: كيف حال لِكويكات يا أم صالح؟... ردّت وكأنني بالسؤال فتحتُ لها جرحها التي تُلازمها ليلاً ونهاراً وقالت دامِعَة:
أنا لابكي عليهِنْ طولْ عُمري
عاللي ما ازْعَلوني طولْ عُمري
أنا ان طال الزمان وطالْ عُمري
لاجعل عيشْتي نوحْ وبِكا
قلت: الله يْطوِّل عُمرِكْ أكثر وأكثر يا إم صالح... قالت: عُمْري تركتُه زمان في لِكْويكات يُنطُرْ البيت ويِحميه. كنا عايْشينْ زَيّ لِملوك، رِزِقْ وزتون وتين وشايِنْ الله خَلَقُه.. يا زَلَمِة خَلّيها لآلله، كُنّا فلاّحين نْفَلِّحْ وتلاقينا عالبَيادِر بَقيتْ أدرُسْ، نُحصُدْ ونُدرُسْ وِنلِمّْ الغَلِّة، والله الرِزِق عامِمْ وطامِمْ، نِزرع قمح وعدس وللطَرشْ نِزرع شعير وجِلبانِة وكُلّْ أنواع الخُضرَة. بَقينا نِسهر عالسطوح لوجه الصُبح نضحك ونِتسامر، أهل لِكويكات كانو يِحبّو النكت والكيف.
بَقى شارِع الفراجْوِة والنَهارْوِة يُمرُق من السهل حدّْ لِكويكات. أهل إم الفَرَجْ وأهل النهر كانوا يِتاجْروا بِالخُضرَة وجوزي إحمد يوسف الحَجْ كان يِتاجِر مَعْهِنْ، يِقُلْطوا من الشارع مِنْ حَدّْنا ويِكَمْلوا طَريقْهِنْ لَعكا والله ويِرْمولْنا الخُضْرَة ويِقولوا: كُلوا وُطُبْخوا يِعْطيكوا العافْيِة.
خَطْرَة أجا جوزي عالسهِلْ مع التُجّارْ وِاحْنا نُحصُدْ مع الجيران، كنت أعتِّبْ وأغنّي وأرودِحْ، بِقُللي أبو صالح: سْمِعتْ حِسِّكْ مِنْ عكّا. أجوا زلام بِقولوا لجوزي: شو قاعِد بِتساوي هون بين النِسْوانْ؟.. قللهِنْ أبو صالح: هايْ حُرُمتي...قالوا: هاي حُرُمْتَكْ اللي من الصُبح وهي تْغَنّي وِتْعَتِّبْ؟، هِيّانا رَمِنالْها خُضْرَة بِزْيادِة.
غَنّيتْ لَجوزي وأنا عروس ليلِة عُرْس
استَرسلت إم صالح بخفّة ظلّها وطَبِعها المَرِحْ وقالت: جوزي ابن عمّي ماتَت أُخْتُه صبيِّة، قامَتْ تِعْمَل لجوزْها لُقمِة كُبِّة، جَبْلَتْهِن عالبَلاطَة وأكلَتْ لُقمِة أو لُقُمْتين، تْسَمَّمتْ مِنهِن وماتت وإمُّه (مَرتْ عَمّي) كمان ماتت بِنفسْ الفَترَة. بَعدْها تْجَوّزني. ويوم عُرسي قلت لَحالي إسّا إبن عَمّي بِكون زَعلانْ كثير وبِتْحَسَّرْ بْقَلبُه وبِكَفّيه اللي صار فيه، يَعني مين مُمكن يِقوم بِهمّْ العُرس غير إمّْ العريسْ وخَواتُه، قلت لَنفسي والله غير أغَنّيلُه، خَلّيها تِضحك الناسْ. صُرت أغنّي والكُلّْ يِتْمَضحَكوا وِيقولوا كيف عروس وبِتغنّي لَجوزها، أقُلْهِنْ: وشو يعني ما يكون أنا عروس، بَدّي أغني لابن عمي عشان ما يِتْحسَّرْ. بَذكُرْ كان موجود بِالعُرس نايِف المجدوب من قرايِبْ إمّي في عمقا، المجدوب كانت عيلِة منيحَة وصُرت أغنّي وأقول:
يا عريس يا عريس لا تِندَمْ على المالِ
على بِنِتْ عَمَّكْ حَواجِبْ خَطْ اقلامِ
على بِنِتْ عَمَّكْ حواجب قوسْ مَحنِيِّة
تِسوى بَناتْ العرَبْ مِيِّة على مِيِّة
يابو محمد جايين نْشوفْ خاطْرَكْ، بِدنا ريمِة بِنتَكْ لإحمد يوسف الحج
كنت دايْماً أغنّي، الحَصّادين مرّة بِقولولي: هِيّانا بيوم واحد خَلَّصنا مارِسْ الحَصيدِة، بَقينا نُقعُد شهر تَنخَلِّص حَصيدِة، هِيّاكي بِتْغَنّي وِبِترودحي واحنا رَغبانين بِالحصيدِة، مع جينِة جوزي من عكا راكِبْ عالفَرَسْ، قُمت قُلْتِلُّه
يا مِرْحَبابَك يا ذْيابْ إبن غالِم
يا صاحب الهِمّات يا بو العَزايِمْ
وإن جيْتني ياروحي جاني الندى منِ ذْيالَكْ
وإن غِبتْ عَنّي حَرَّقََتْني الصَمايِمْ
قام ابو صالح نِزِل عن هالفَرَسْ وهَدّْ عَلَيّْ قالْ بَدُّه يِبوسْني، قُلْتِلُّه: هيييي إبعِد ليكْ الجيرانْ.. ضِحكت إم صالح وِضحِكنا كُلّْنا.
قُلت: كيف حَبّيتي أبو صالح؟... إم صالِح: عَزَة ييييييي شو حَبيتُه! بِقيت صْغيرِة كنت بَعِدني وَلَدْ. كانو الناس ييجوا يِحكوا فيّي يقول أبويْ: البِنت بَعِدها صْغيرِة. كنت رَوّاسِة على راس الدبكِة عشان هيك قتل حالُه عليّْ أبو صالِح، كنت ألَوِّح واقول:
عين عيونك يابو صالِح شَوَّقَتني خَطِمْتَكْ
عين عيونك يابو صالِح شَوَّقتني مَشيتْتَكْ
كان أبو صالح قبل ما يِحكي فيي يِطْلَعْ عالحيطْ يِتطَلّع عَلَيّْ وتيجي عينُه بْعيني وحبيتُه وحَبّْني.. يوم أجا نايف المجدوب لَعِند أبويْ وقال: يابو محمد إحنا جايين نْشوفْ خاطْرَكْ، بِدنا ريمِة بِنتَكْ لإحمد يوسف الحج...قَلّْهِن أبويْ: البنت بَعِدها صغيرِة بِنِعْقِدِشْ عَقِدها.. نَطّْ نايف المجدوب قال: مْنِعقِدْ عَقِدْ بَرّاني لَسِنِة، مَهي السِنِة ورا البابْ قوامْ بْتُخْلُصْ... قلت لنايِف المجدوب:
يا بَيّْ أبو مِفلِحْ سادْتَكْ عَلونْ الّلوفْ
وِزرارْ هل مِثِمْنِة وخَرْجْها مَكْلوفْ
ولِمِّنْ تْفوتْ عالديوان يِوَقّْفولَكْ صْفوفْ صْفوفْ
وانتي من دار المجدوب وأصلَك من بلاد معروف
قَللي ابو مفلِح: تِسلَمي تِسلمي يا ريمِة ريتِكْ سالْمِة...قُلتِلُّه:
يا بَيّْ مِفلِحْ يِلبَقْلَكْ يا لَوّاح
وميتينْ ليرَة صحاحْ
تِلبَقْلَكْ أطاليا وخزينِة المَلِكْ وِالسُكَّرَة وِالمُفتاح
بَعِدهِن يا حرام في البير لليوم
قلت: احكيلي اللي صار معِك ليلِة الهجيج... إم صالح: الله يِلعنها من ليلِة.. كنا قاعْدينْ وسَهرانينْ نْقَصْقِصْ بِزِرْ ونِضْحكْ ونِلْعَبْ بِأمان الله، أجا الخبر إنُّه اليهود بدهن يِحتلوا الكويكات ومن الخوف ِطلِعنا مع العالم اللي طِلعت، مْشينا وحطّيت خَبْزِة الخُبِز تحت أباطي وِمشينا. واحنا طالْعين صاروا اليهود يِقَوْسوا ويِطَخِطْخوا علينا، حياة سِلِفْتي مريم مرت محمد أجَت الرصاصَة فيها الا هي قلبَتْ وماتت، واستشهدت كمان بَهيِّة الغضبان أُخت مصطفى حليمِة، قاموا أهل البلد شَحطوهِن شَحِط تحت الطَخّْ ورموهِن في البير... قلت: رموهِن في البير عشان يِرجَعوا يِقِبروهِن؟... إم صالح: وين يِرجعوا ما حدا استَرجا، بَعِدهِن يا حرام في البير لليوم.
شوفي يمّا القَمِل بِحْبي علينا وأكلنا
قلت: ووين رُحتوا؟... إم صالح: شمّلنا تلا طير حرفا على حدود لبنان. جوزي اشترى مَرتيني، من خوفي لَيْشوفوها المتاوْلِة حطّيتها بِلباس الزَلمِة بقلب لِفراش وعلى لِحمار وِمشينا، أجا صالح خَبّاها بالأرض وعِمِلْ كَعْكورْ حْجار ولما وْصِلنا وما حدى فَتّشنا راح صالِح جابها وبِعناها بْعشر ملايين عشان نقدر نوكل ونِشرب وِنعيشْ. سكنا بطير حرفا بِخيام وعُرَشْ. صرت أشوف هلِولاد بِحَكِكْكوا بحالْهِن ويقولولي: شوفي يمّا القَمِل بِحْبي علينا وأكلنا...قُلتِلْهِن: وين بدنا نروح، يعني نرجع عِند اليهود يُقُتْلوكوا!؟.. يوم قللي إبني صالح: والله يا يماّ لو شو مَيْصير أنا مِشْ قاعِد هون، كل يوم الأكل عدس عدس والقَمِلْ أكلنا أنا مْرَوِّحْ. يوم هالولد ما رِجع عالخيمِة وصُرت أدوِّر عليه ما لقيتُه، قُمت شرّقت من نفس الدرب اللي أجينا منها بالطريق لاقيت واحد مِتوالي بُحصُد قللي : شمالِكْ يا حُرمِة؟ .. قُلتِلُّه: مَشُفْتِشْ هالولد؟.. قال: قَلَط ولد من هون الظُهُر بِالشوشِة (مْفَرِّعْ) ولابِسْ قميص ازرق.
طيِّبْ راح صالح عِند حياة سِتُّه في عمقا قالَتلُه : وين أهلك يا حبيبي؟.. قلّها: دَشَّرْتْهِنْ بطير حرفا ورجِعت. لما دِري أبو صالح إنُّه صالح عند سِتُّه، ركب عالفرس هو وسيدُه وراحوا جابوه ورِجعوا كُلّْهِن على كويكات، قالوا: راجعين عالدار حتى لو بُقُتلونا، طَبشوا بِرِزِقنا ومالنا وهجّجونا بليل ما هو نهار وبدهِن نتشرَد وِنضيعْ!!... وأنا ولِولاد قررنا نِرجع يا قاتل يا مقتول.
قامت طَبَقنا الناس عجين
وتابعت إم صالح: في كويكات، يوم أجا إبن سِلْفي قللي: بَعْدِكْ بِتْغَرِبْلي، يَلاّ يَلاّ ، هِيّانا قاعدينْ عِند أبو وديع جهجاه بأبو سنان، هذا بقى مِتْخاوي مع حياة عَمّي أبو جوزي. واللهِ يومِنْ طْلِعنا من عِندهِن بِكيوا تَشِبْعوا علينا يِبكوا ويقولوا: وين بدكوا تتركونا.
قلت: طيِّبْ وبعدين؟... إم صالح: قعدنا حوالي شهرين عند دار أبو وديع في أبو سنان. سِمعنا إنُّه ناس بدهِن يبيعوا بَراكيات، قُمنا اشتريناهِن وقَعدنا فيهِنْ. رْجِعنا بِالسرقَة عالبلد عالتبان لاقينا القمح والعدس كُلُّه مَسروقْ. كُنا مْفَكرين جُمعة أو ثِنتين ومنِرجَع وراحت على طول الإيام، يعني دار أبو وديع قتلوا حالهِن واستقبلونا منيح بس يعني حِلوِة القعدِة عند العالم!!.
يوم أجا واحد من بلدنا بَدّيشْ أقول إسمُه قعد يِحكي، ومن قهري مِنُّه قُلتِلُّه: إنتي خارِجْ وأخوكْ خارِجْ، إنتو لِثنينْ خُرَّجْ (فَسّادين) لليهود شو بَعِد بِدكوا؟، يلاّ اطلَعْ من هالأرضْ، إنتو خُرَّجْ ومِشْ واقفين مع العرب. والله وِاشترينا أرض وسكنّا في أبو سنان لليوم.
هذول أهل عمقا كان إلهِنْ لَهجِة خاصّة، كانو يِمُطّوا بالحكي كثير
قلت: كيف كانت علاقِة أهل عمقا ولِكويكات؟.. قالت إم صالح بابتِسامِة عريضَة: كنا ننزل نْحطِّب عالوعر، هذول أهل عمقا كان إلهِنْ لَهجِة خاصّة، كانو يِمُطّوا بالحكي كثير. واحد من عمقا يْصير يِنادي على مَرَتُه: هيييي يا حسناااا يلاّ يا حبيبْتي بدكيشْ تْرَوْحيي، يلاّاا صارت الدنْيا الظُهوور، يلاّ يا حَبيبْتيي.... يوم ماتت وحدِه من عمقا، كانت طابْخَة رُزّْ وِسْميدِة وفيها لحم وعظِم، صارت تْزَقْلِطْ بإيدها وتزِتّْ بْثِمّْها، أجت عَظْمِة بْحَلْقها، انْخَنقت وماتت، رُحنا عالأجِر، صار جوزها يِبكي ويِنادي عليها: وين رُحتيييا وترَكتينييا، أكلتي العَظْمييا ومُتّييا ودَشَّرْتينييا، وإحنا من تحت لَتحت نِضحَكْ.. في السهل يصيروا أهل عَمقا يِنادوا على بعض: هيي يا فاطْمييا بَدّْكيش ترَوْحيييا، إسّا بيجينا لِمْخضِّيير.
العدَسْ طَلَّقْها والشومَرْ رَدّْها
قلت: احكيلي كمان عن أهل عمقا... ضِحكت إم صالِح وقالت: هذول أهل إمي شو بَدّك أحكيلَك؟....قلت: يعني من باب النُكتِة بَسّْ... إم صالح: وَحَدِة عِندها خمس ولاد كانت حَماتْها تُبْغُظْها، قبِل ما يْروِحّْ جوزها تْقُلّْها: خُذييا كُليي شويِّة هالفول... طبعاً مِشْ لإنها بِتْحِبّْها، بالعكس عَشان تصير ريحِة ثِمْها عاطْلِة وتِعطي طَعمِة وِحشِة، تصير تْقُلّْها خُذي خُذي كُلي حَفْنِة هالعَدَسْ، وعلى هيك تساوي يومْ يومْ. هالمرَة يا حرام عالبَركِة توكُل تَتِشْبَع.يِروِّح جوزها يُقعُد حدّْها يْقَدِّم بَدُّه يِبوسها، يِِشِمّْ ريحِة نَفَسها مِشْ شَلَبيِّة. يوم قَلّها: بْتِعِرْفييا قومي بَدّي أروحْ أنا وِيّاكي بدّي أطَلْقِكْ. بْطريقْهِنْ وِصلوا وادي المَجْنونِة قعدَتْ هالمرَة على بيت شومَر، صارت تْقَطِّمْ من بيت هالشومَرْ وتوكُلْ وِتْلوكْ، شو صارَت ريحِتها حِلْوِة تْفَحْفِحْ. قرَّبْ بَدُّه يبوسها يْوَدِّعها قام قَلّْها: ولِك شو عْمِلْتي اليوم ريحِة ثِمِّكْ شَلَبِيِّة وكل يوم كُنتي تُقُتليني من الريحَة... قالَتلُه: شايِف بيت الشومَر اللي تِحتِيييا، قَطَّمِتْ مِنُّه وأكلت... قال: ولكان من شو ريحْتِك كانت دايْماً تُقْتُلْ؟... قالت: إمَّك كانت اتْطَعميني فول وعَدَسْ... روَّحْ هالزلمِة عالبيت لاقى ولادُه بِبكوا على إمْهِن، راح عِند إمُّه وقلّها، إنتي ليش عْمِلتي هيكْ بَدِّك تْيَتْمي ولادي وِيدوروا بِالشوارِع؟... جارِتْهِنْ قَوِيِّة بِالحَكي قالَتْلُه: العدَسْ طَلَّقْها والشومَرْ رَدّْها وطَلّعَتها غُنّايْ وِتغَنّيلُه عليها، وصار هذا المثل دارِجْ في كل لِبلاد وبعِدها الناس بِتْرَدِّدُه لليوم.
بقول للكواكنِة والعماقْنِة يِظلّوا واقفين على إجريهِن وما يِنسوا الأرض والبلد
تِعبت إم صالح من الحكي وصارت تِحكي مع مرت إبنها صالح وِتْقُلّْها: روحي طُلّي على الزَرعيات اللي بَذَرتهِن بِكونوا طِلعوا.. قلت: يا إم صالِح هذا كان زمان وراح ... قالت: الأسى ما بْينتَسى... قاطَعت إم أحمد مرت صالح حديث مرت عمّها وقالت: قبل فترة أجت كاملِة ابريق بِنت سِلفها لمرت عمّي، أجت زيارة لَهونْ من لبنان قبال الـ81 عن طريق الأردن، أخذها جوزي صالح على لِكويكات، راحت على بيتْهِنْ لاقت غُرفِتها اللي تْجوَّزت فيها بَعِدها موجودِة وقاعِد فيها كُندَرْجي، كانت كاملِة حاطَّة صحن قَزازْ في الباطون في سقِف الغُرفِة يومِنْ تْجَوَّزت للزينِة وللمنظر هيكْ كانت العادِة، اطَّلعَت كاملِة شافَتْ الصحن بَعدُه مَحَلُّه.. قالت لصالِح هيّاه الصحِن بَعدُه مَحلُّه.. إسا اليهودي الكُندَرجي بِقول لصالِح: قول للحُرْمِة كان إلِكْ أبو ومات.. بِكيتْ كامْلِة ورَوّحت مَجروحَة.
قلت: شو بِتوَصّي بعِد عُمُر طويل؟... قالت: بقول للكواكنِة والعماقْنِة يِظلّوا واقفين على إجريهِن وما يِنسوا الأرض والبلد
المصدر: شبكة بيت الذاكرة الفلسطينية