جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
هوعضو محكمة البداية والمعارف في العهد العثماني في القدس، ومؤسس المكتبة الخالدية. عاصر يوسف ضياء باشا وروحي بك الخالدي وتعاون معهما، وهو يعتبر من ابرز الشخصيات الخالدية في القدس، بالربع الاول من القرن العشرين، وقد آمن بتعليم أبنائه الذين كانوا من مقدم الرجال في فلسطين ("عجاج نويهض"). ولد في القدس ودرس في مدارس الاقصى، وأجازه الشيخ اسعد أفندي الإمام مفتي الشافعية والشيخ عبد القادر أبو السعود. وقد كانت عائلة الحاج راغب الخالدي تمتــاز بكونها مسؤولة عن الأماكن المقدسة في القدس وإزالة الحشائش العالقة بها، لذا فهو يمثل الحلقة الأخيرة في سلسلة متوارثة من الشيوخ، ممن اتجهوا إلى دراسة الشريعة والعمل في المحاكم الشرعية في فلسطين. وقد عينته الحكومة عضوا في محكمة البداية، ثم في مجلس المعارف بمتصرفية القدس. ونتيجة لما شاهده من تلف الكتب والمخطوطات، فقد أسس المكتبة الخالدية سنة 1900م، بحي باب السلسلة، في تربة بركة خان التي تضم في أصلها مجموعة قبور تاريخية. بأموال جدته خديجة بنت موسى الخالدي، وقد وضع وقفا خاصا لها هو حمام العين. حجة المكتبة الخالدية في القدس:" حضر مجلس الشرع الشريف الأنور ومحفل الحكم المنيف الأزهر المنعقد بمحكمة القدس الشرعية السيد راغب افف نجل المرحوم نعمان افف ابن المرحوم السيد راغب افف الخالدي من اشراف القدس الشريف واقر واشهد على نفسه انه وقف وحبس وتصدق بما هو له ومتصل إليه بالارث الشرعي عن أمه المرحومة السيدة الحاجة خديجة هانم كريمة السيد موسى افف الخالدي الآيل إليها بموجب حجة شرعية مؤرخة في اليوم الحادي عشر من صفر الخير سنة سبع ومايتين وألف صدور إنشائه هذا الوقف الصحيح الشرعي وذلك جميع الحصة الشائعة وقدرها ثلاثة قراريط وتسعين قيراط من أصل كامل اربعة وعشرين قيراطا في جميع الحمام المعروف والمشهور بحمام العين الكائن بالقدس بمحلة باب الواد. إنشاء الواقف المذكور وقفه على مصالح المكتبة الخالدية المحتوية على أنواع الكتب النفيسة والمطالعة فيها لكل من يرغب انه جعل تولية هذا الوقف لنفسه مدة حياته ثم من بعده لأولاده الأرشد فالأرشد فإن لم يوجد منهم احد فالتولية إلى أولاد شقيقته السيدة فطومة خانم ومنها انه نصب حضرة العالم العلامة الأستاذ الشيخ طاهر افف الجزائري معه بالمجلس الشريف متوليا شرعيا على وقفه فحرر وسجل كما هو في الواقع في اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني لسنة اثنين وعشرين وثلثماية والف" سجل محكمة القدس الشرعية . أنشأ الحاج راغب المكتبة الخالدية بمساعدة كل من يوسف ضياء باشا، ونظيف بك الخالدي والشيخ خليل الخالدي الذي طاف العالم الإسلامي لإحضار مخطوطات نادرة لتوضع بالمكتبة الخالدية، التي تتميز بحيازتها النسخة الاصلية الوحيدة الباقية من الجزء الرابع من مقامات الحريري، كما تضم المكتبة أجزاء من مجموعة كتب الشيخ محمد الخليلي وفرامانات، كالذي اصدره السلطان العثماني محمــد رشاد الخامس في 22 نوفمبر 1914، لإعلان الجهاد على دولة المسكوف (الإمبراطورية الروسية). يعتبر الحاج راغب الخالدي شخصية جريئة وحركية، وكان مثل معظم رموز عائلته من أنصار الإصلاح والدستور. فكتب بالصحافة الفلسطينية تحت الحكم العثماني مؤيدا الإصلاح بالمحاكم الشرعية في فلسطين ("يعقوب يهوشع")، ولما حدث الانقلاب على السلطان عبد الحميد سنة 1908 أخفى متصرف القدس الخبر عن الناس عدة أيام، فكان هو أول من أعلنه جهارا على الناس. عاش الحاج راغب بين عصرين هما نهاية الحكم العثماني لفلسطين وكل عصر الانتداب، وبعد الاحتلال البريطاني سنة 1920 عين قاضيا للصلح، ثم قاض اعلى، وفي سنة 1923 عين عضوا في محكمة مركزية حيفا ومنها نقل إلى مدينة يافا. وقد نجح في دخول المجلس التشريعي الفلسطيني الذي لم يستمر بسبب المعارضة العربية له ("مذكرات نورمان بنتويتش")، كما استمر بسنوات الانتداب نشيطا في الحياة السياسية، وكان من زعماء المعارضة في فلسطين زمن الانتداب البريطاني. المكتبة اليوم تعد من أقدم مكتبات القدس العصرية التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1900، حيث تضم كافة مجموعات ومكتبات أعلام القدس وأبرزهم عائلة الخالدي التي كان أعيانها يتبرعون بكل مقتنياتهم للمكتبة قبيل وفاتهم.
المصدر: موقع بكرا