جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
الحاج سليمان أبو تايه (85 عامًا- لاجئ من قرية بشيت، إحدى قرى مدينة سدود، وأحد من عاشوا تفاصيل النكبة والهجرة) فيقول: لم أنسَ يومًا أنني أعيش في أرض غير أرضي، ومنزل غير منزلي!! لقد دمر اليهود قريتنا بالكامل، لكنني لم أيأس يومًا من فكرة عودتي، كنت شابًا يافعًا في ريعان الشباب ومتزوِّجًا حديثًا، كيف لي أن أنسى هذه السنين الطويلة من التشرُّد والضياع الحقيقي، فقصتنا لم تقف عند أشخاص تركوا أرضهم ومنازلهم، ولكن النكبات توالت على رؤوسنا، وتعاظمت الضغوط، وزادت علينا أعباء الحياة منذ أن أصبحنا فريسةً لليهود. وأشار إلى أن سكان قرية بشيت التي تبعُد عن غزة نحو 35 كيلو مترًا، وتعتمد على الزراعة كمعظم القرى الأخرى، هاجروا بعد أيام قليلة من إعلان الكيان قيام دولته، وبعد أن كانت أخبار المجازر التي ترتكبها عصابات شتيرن والهاجاناه الصهيونية تتوارد إلينا من القرى والبلدات المجاورة؛ حيث دبَّ الخوف في قلوبنا في وقتٍ لم نكن نملك فيه الكثير من السلاح للدفاع عن قريتنا، وبالتالي بدأْنا نخلي قريتنا ليلاً تحسُّبًا لأية هجمات قد تطالنا. وتقول الحاجة رحمة تايه (55 عامًا): أذكر والدي عندما حدثني عن ذكريات رحيله من قريتنا في جنوب فلسطين، فكان يقول لنا: هاجرنا من قريتنا ليلاً، وكان التعب والإرهاق قد نال من الجميع، وما نحمله من ماء وطعام بدأ يتناقص قبل أن نصل إلى غزة؛ حيث استمرت رحلة هجرتنا 3 أيام، رغم أن المسافة ليست بالبعيدة، لكن الطائرات الصهيونية كانت تقصف الطرق وتقوم بإلقاء القنابل عشوائيًّا. تزدان "رموز العودة" بكثافة في بيوتات لاجئي المخيمات مع كل اقترابٍ من ذكرى نكبة أخرى جديدة دون إيجاد حل لقضيتهم يستند إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 الصادر عام 1948، والذي ينص صراحةً على "العودة والتعويض"؛ باعتبار أن الاحتفاظ بتلك الرموز الوطنية طوال تلك السنين يعبِّر عن "إصرار مستميت على حق لن يموت أو يزول" بالنسبة إليهم.
المصدر: موقع تجمع العودة- واجب