المربي الفاضل عبدالرحيم الجلاد رحمه الله
ولد المرحوم ابو اسامة في قرية ام خالد المحاذية للشاطئ الفلسطيني قرب طولكرم من ابوين صالحين عرف عنهما التقوى والتدين وحب العلم ،فكان والده مختارا للقرية ووالدته حاجة فاضلة ،على الرغم من ضيق ذات اليد وشح الموارد وحياة البساطة التي عاشها والداه الا انهما قررا ارساله الى مدينة طولكرم لتلقي العلم فالتحق بمدرسة طولكرم الثانوية سابقا _الفاضلية_ اسما الخالدية مكانا وتخرج منها وحاز على شهادة المترك - مترك فلسطين- LONDON MATH COLATION ونجح بتفوق ،تم ايفاده الى الكلية العربية في القدس -معهد المعلمين - وكان اعلى صرح علمي في فلسطين في ذلك الوقت فحاز على الدبلوم في الرياضيات بتفوق حيث عادلته الحكومة الاردنية بشهادة البكالوريوس .
عين معلما في مدارس كثيرة في فلسطين في الاربعينات وبقي حتى الخمسينات .قاد اضراب المعلمين المطالبين بحقوقهم وبقي مصرا على الاضراب في الوقت الذي تراجع عنه الكثيرون مما اضطره الى الهجرة خارج حدود الوطن فتعاقد مع السعودية وعمل هناك معلما لعدة سنوات ولكنه الشوق والحنين وحب الوطن وانتماؤه لأهله لوطنه، عاد الى طولكرم واعيد تعيينه في مدارس الحكومة الأردنية وكان ذلك اولا في مدرسة عنبتا الثانوية في مدرسة زميله ورفيق دربه "احمد عبد الرحمن اسماعيل" ابو مازن , جليسه على مقعد الدراسة في الكلية العربية في القدس. عمل في تفان واخلاص لأبناء شعبه ووطنه حتى لقبه طلابه واهالي عنبتا "اينشتاين فلسطين" .
تتلمذ عدد كبير من ابناء مدينة طولكرم على يديه فتخرج المهندسون والصيادلة والمعلمون والاطباء ثم نقل مديرا الى مدرسه عتيل الثانوية لسنين عده وكانت هي رحلة العودة الى مدينة طولكرم فعين مديرا للمدرسة الام ام المدارس الفلسطينية "الفاضلية الثانوية" سنة1969م زمن الاحتلال عندما وقعت الضفة الغربية رهينة بأيدي اسرائيل وعانى كثيرا من مجابهته للاحتلال للدفاع عن ابنائنا الطلبة وحمايتهم ويقال انه من اوائل من التحق بالأحزاب الفلسطينية السياسية واهم ما يميز فترة ادارته للفاضلية انه حاول ان يبني علاقات متوازنة مع الطلبة مبنيه على الاحترام والمحبة بعيدا عن تعقيدات المرحلة السابقة فقد وظف الإذاعة المدرسية في فتره استراحة الطلبة بعد الحصه الثالثة كي تكون منبرا للأغنية الوطنية وللقصائد الغنائية التي كان ينشدها عمالقة الطرب في الزمن الجميل فكان صوت فيروز وعبد الوهاب وام كلثوم يصدح بالقصائد الغنائية المقررة في منهاج الطلبة مما ترك اثرا طيبا عند الطلبة لكي يحفظوا هذه القصائد ولم ينج ابو اسامه من انتقادات البعض الا انه كان مؤمنا بأهمية ذلك واستطاع الاستاذ عبد الرحيم الجلاد ان يصمد امام هذه الانتقادات.
ظل مديرا للفاضلية حتى عام 1976قبل ان تنتقل المدرسة الى موقعها الحالي فكان اخر مديري المدرسة في موقعها القديم .أحيل الاستاذ عبد الرحيم الجلاد الى التقاعد بعد بلوغه السن القانونية بعدها اصبح جل وقته للعائلة التي كان فيها بمثابة الشخصية الاعتبارية والقيادية فكان عميدا لعائلة الجلاد مما فرض محبته واحترامه عليهم الى ان اختاره الله الى جواره. رحم الله ابا اسامه واسكنه فسيح جنانه.
منقول عن الكاتب: محمد درويش البري | بتاريخ : الثلاثاء 28-06-2011 03:09 مساء
http://www.khaledya.com/news.php?action=view&id=82