جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
يذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء العاشر من القسم الثاني من كتابه المرجعي «بلادنا فلسطين» أن الطوائف المسيحية في بيت المقدس حلاً للخلافات بينها على حراسة كنيسة القيامة ارتضوا أن تقوم عائلتان مسلمتان هما عائلة آل نـُـسَـيْـبَـه وعائلة آل جوده المقدسيتان على حراسة أبواب الكنيسة بحيث يحتفظ آل جوده بمفاتيح الكنيسة، ويقوم آل نـُـسَـيْـبَـه بفتح أبواب الكنيسة ثمَّ يعيدون المفاتيح إلى آل جوده، ويذكر الدكتور رؤوف سعد أبوجابر في كتابه «الوجود المسيحي في القدس خلال القرنين التاسع عشر والعشرين» نقلاً عن كتاب «المُفصَّل في تاريخ القدس» لمؤلفه المؤرِّخ عارف العارف «وزير سابق» أن آل نـُـسَـيْـبَـه وآل جوده كانوا يقومون على حراسة أبواب الكنيسة منذ عهد بطل حطين صلاح الدين الأيوبي، وأنهم كانوا يتقاضون ضريبة من زوار الكنيسة إلى أن ألغاها المصريون عندما سيطروا على فلسطين «1830-1840م» بقيادة الجيوش التي قادها ابراهيم باشا نجل محمد علي الكبير حاكم مصر، وينقل الدكتور أبوجابر في كتابه رواية أخرى تشير إلى أن آل نـُـسَـيْـبَـه وآل جوده تولوا حراسة أبواب كنيسة القيامة في عهد السلطان الكامل إثر توقيعه معاهدة في عام 1229م مع الإمبراطور فردريك الثاني أثناء حروب الفرنجة، ويشير الدكتور أبوجابر إلى أن عدداً من العلمانيين المسيحيين عارضوا استمرار تولي آل نـُـسَـيْـبَـه وآل جوده مهمة حراسة أبواب كنيسة القيامة، وقدَّموا شكوى بهذا الخصوص إلى السير رونالد ستورز الذي عيَّـنه الجنرال اللنبي حاكماً للقدس بعد استيلاء الجيوش البريطانية بقيادته على القدس في 9/12/1917م، ولكن السير رونالد لم يستجب للشكوى.
المصدر: كتاب بلادنا فلسطين