الإمام، عبد الغني أفندي: (توفي سنة 1242ه/1826م)
(مفتي وإمام الشافعية في القدس، ومدرس في مدارسها في الربع الأول من القرن التاسع عشر)
هو عبد الغني بن محمد صالح بن عبد الرحيم، الشهير نسبهم بابن قاضي السلط ثم الإمام الحسيني فيما بعد. سكنت عائلته القدس قعد إخراج الصليبيين منها، ولقب أفرادها بابن قاضي السلط لأن أحد الأجداد تولى القضاء في السلط، على ما يبدو. تولى عبد الغني الإمامة وإفتاء الشافعية، بالإضافة إلى التدريس في الربع الأخير من القرن الثامن عشر. وسبق لوالده أن شغل تلك الوظائف. فلما توفي انتقلت إليه سنة 1170ه/1756-1757م. وقد عمّر عبد الغني أفندي طويلاً ونقل وظيفة إفتاء الشافعية إلى نجله محمد صالح منذ أواخر القرن الثامن عشر، وبقيت له الإمامة والتدريس. وقد وقف في غرة رجب 1230ه/الأول من آذار (مارس) 1815م وقفية كبيرة استملت على أملاك وعقارات كثيرة في القدس والقرى المجاورة، وحسبها على ولده محمد صالح وذريته من الذكور. كما شرط ف وقفه لزوجته مفتية بنت يحيى الإمام في المسجد الأقصى ستين غرشاً من ربع الوقف مدى حياتها. ويظهر من تلك الوقفية بأن يعود الوقف عليها إذا ما انقرضت ذرية الواقف من الذكور والإناث. وهكذا نقل عبد الغني الإمام قبل وفاته أملاكه وعقاراته ومعظم وظائفه لابنه الوحيد محمد صالح، كما أورثه سكن العائلة في المدرسة الأمينية التي دفن فيها، وساتمرت في الإنتقال بين أبناء العائلة حتى يومنا هذا. وكانت وفاة عبد الغني في أواخر ربيع الثاني 1242ه/أواخر سنة 1826م.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع
