الحسيني، شكري: (1862-1916)
(وكيل محاسبجية نظارة المعارف في الآستانة، ومن مؤسسي جمعية «الإخاء العربي العثماني» في العاصمة العثمانية سنة 1908.)
هو شكري بن موسى بن طاهر أفندي، مفتي القدس في النصف الأول من القرن الماضي. ولد في القدس ودرس العلوم التقليدية، ثم تعلم الفرنسية في السادسة عشرة. دخل جهاز الوظائف الحكومية ملازماً بقلم تحريرات متصرفية القدس. وفي سنة 1297ه/1881م عين عضواً في مجلس المعارف، وأسس جمعية المقاصد الإسلامية. وفي سنة 1303ه/ 1885-1886م سافر إلى الآستانة، وعين موظفاً مؤولاً عن الديون العمومية في دائرة المال، ثم ترفع إلى قلم المحاسبة في نظارة المعارف. ترقى في المناصب الحكومية، وحاز النيشان المجيدي والرتب الأولى، ثم عين وكيلاً عاماً لدائرة محاسبة نظارة المعارف في العاصمة العثمانية.
عاش معظم سني حياته في الآستانة، وتعرف هناك إلى كبار الموظفين ورجال الدولة والفكر العربي. وفي آب (أغسطس) 1908 عقدت جمعية «الإخاء العربي العثماني» اجتماعاً الأول في الآستانة، وكان شكري من كبار مؤسسيها. وبعد تأسيسي الجمعية في العاصمة، سعى شكري لفتح فروع لهذه الجمعية في البلاد العربية. وفي القدس كلف أخاه إسماعيل تلك المهمة، فقام هذا فعلاً بالدعوة إلى اجتماع في بيت موسى الخالدي. وفي الإجتماع تم انتخاب أول هيئة عاملة للجمعية من خمسة عشر عضواً، كان فيهم: المعلم نخلة زريق، وفيضي العلمي، وخليل السكاكيني، وغيرهم.
بقيت جمعية «الإخاء العربي العثماني» حتى نيسان (أبريل) 1909، إذ قرر الإتحاديون الذين حكموا الإمبراطورية العثمانية حل الجمعيات التي أسستها جماعات لا تنتمي إلى الجنس التركي، وفي جملتها الجمعية العربية المذكورة بجميع شُعبها وجريدتها المسماة «الإخاء العثماني»، لمحررها شفيق مؤيد العظم.
وقد نص دستور الجمعية، التي لم تعش طويلاً، على المحافظة على أحكام الدستور، وتوحيد جميع العناصر في الولاء للسلطان، وتحسين أوضاع الولايات العربية على أساس المساواة الحقيقية مع الأجناس الأخرى في الدولة، ونشر التعليم باللغة العربية، وتنمية الشعور بالمحافظة على العادات العربية واتباعها. وكانت عضويتها مباحة على اختلاف أديانهم.
وكان شكري الحسيني أيام الحرب العالمية مفتشاً في دائرة المعارف في ولاية بيروت. وقد لاحق جمال باشا نشيطي الحركة القومية، وحكم على شكري الحسيني بالنفي إلى حلب. ومات شكري على الطريق في منطقة حماة، وكانت وفاته ودفنه في سنة 1916.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع