الخالدي، ياسين أفندي: (توفي سنة 1318ه/1901م)
(القاضي في نابلس وطرابلس، وأحد أعضاء حزب الإصلاح في ولاية سوريا، ورئيس بلدية القدس، ومن قبل رئيس كتّاب المحكمة الشرعية ونائب القاضي فيها مدة طويلة من الزمن. رأس بلدية القدس بين سنتي 1898و1901.)
هو ياسين بن محمد علي الخالدي. كان أخوه الأكبر خليل رئيساً لكتّاب المحكمة الشرعية في أواسط القرن الماضي. درس على علماء القدس ثم دخل سلك الوظائف القضائية (مثل معظم أفراد العائلة في ذلك العهد) منذ سنة 1256ه/1840م على الأقل. واستمر في عمله كاتباً في المحكمة الشرعية في القدس مدة طويلة. وفي سنة 1280ه/ 1863-1864م استقال والده محمد علي من وظيفة رئاسة كتاّب المحكمة الشرعية ونيابة القاضي فيها وفرغ عن الوظيفة لابنه ياسين، الذي شغل هذه الوظيفة أكثر من عامين. ولما عين محمد راشد باشا والياً على سوريا سنة 1283ه/ 1866-1867م انتُخب ياسين أفندي عضواً في المجلس العمومي في بيروت، ثم عُين بعدها لنيابة طرابلس الشام. ويبدو أن ياسين أفندي كان من أعضاء حزب الإصلاح الذي كان راشد باشا أحد رجاله. ولما عُزل الباشا المذكور عن ولايته سنة 1871 تزعزع مركز أكثر أنصاره المنتسبين إلى حزب الإصلاح، فعاد ياسين إلى القدس وعمل في المحكمة الشرعية ثانية. ولما تولى مدحت باشا، الملقب بأبي الدستور، ولاية سوريا سنة 1295ه/1878م جمع من يثق بإخلاصهم ونزاهتهم وأعادتهم إلى مراكزهم. وعُين ياسين الخالدي قاضياً شرعياً في مدينة نابلس، ثم نقل إلى طرابلس الشام ثانية. ولم تطل مدة حكم مدحت باشا أكثر من عام وثمانية شهور، وبعد عزله عاد ياسين إلى القدس مرة أخرى وعمل في المحكمة الشرعية. ولما كان ياسين وأخوه يوسف ضياء من أنصار الإصلاح والدستور، توقفت حاله نسبياً في الثمانينات، واكتفى بوظيفته في المحكمة الشرعية. ومع ذلك، فإنه كان أحد أعيان القدس البارزين، فاختير لعضوية مجلس البلدية ومجلس الإدارة. وفي أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 1898، اختير رئيساً لبلدية القدس ووجهت له «بآية أزمير المجردة». وفي السنة نفسها عُين ابنه روحي قنصلاً في القدس، وكان من قبل قاضياً في يافا. ولم تطل مدة رئاسته البلدية، وكان شيخاً طاعناً في السن، فعرض وتوفي في أواخر رمضان 1318ه/ أواسط كانون الثاني (يناير) 1901.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع