الكرمي، أحمد شاكر: (1894-1927)
(كاتب وصحافي، تعلم في الأزهر، واشتغل في الصحافة في القاهرة ومكة، ثم انتقل إلى دمشق، واستقر فيها. وأنشأ مجلة «الميزان»، لكن المرض أقعده عن متابعة إصدارها، وتوفي في دمشق سنة 1927).
ولد أحمد شاكر في طولكرم، وتقلى دروسه الأولية في مدارسها، ثم سافر إلى القاهرة طلباً للعلم في الأزهر، حيث بقي فيه ستة أعوام. وهو ينحدر من أسرة تميزت بالأدب والعلم، فوالده، الشيخ سعيد الكرمي، لغوي وشاعر فذ، وأخواه محمود وعبد الكريم ( أبو سلمى) شاعران مشهوران، وشقيقاه حسن وعبد الغني أديبان موهوبان . وقد حال نشوب الحرب العالمية الأولى دون عودة أحمد شاكر إلى فلسطين فارتحل إلى مكة ليساهم في تحرير جريدة «القِبلة»، بطلب من محررها محب الدين الخطيب. ثم عاد إلى القاهرة فعمل في تحرير جريدة «الكوكب» الأسبوعية، لصاحبها محمد القلقيلي. وفي القاهرة عكف على درس اللغة الإنكليزية حتى أتقنها، ثم عاد لزيارة مسقط رأسه، منها سافر إلى دمشق، حيث كان والده نائبا لرئيس المجمع العلمي العربي أيام حكومة فيصل العربية.
وأول عمل زاوله شاكر في دمشق سنة 1920 كان وظيفة المحاسبة في سكة حديد الحجاز، وبقي في الوظيفة حتى سنة 1924. ثم انتقل إلى الصحافة والأب، وبدأ ينشر مقالات أدبية وإجتماعية ونقدية في جريدة «ألف باء» الدمشقية، لصاحبها يوسف العيسى. وكان يوقع مقالاته باسم «قدامة». وفي السادسة والعشرين من عمره، ولما يمر عام واحد على مقامه في دمشق، ملأ الحياة الأدبية في تلك المدينة. فقد ساهم في تكوين أول هيئة أدبية في سوريا باسم «الرابطة الأدبية»، وفي تحرير مجلتها التي حملت اسمها. ثم تولى تحرير مجلة «الفيحاء» سنة 1923، وأخيراً أنشأ مجلة «الميزان»، فاستمرت فترة 1925-1926. وكان خلال تلك المدة على اتصال بأدباء العرب في مصر والمهجر، وأصبحت «الميزان» قِبلة الأنظار العربية. ولما كان يتقن الإنكليزية، فإن كتبه المترجمة كانت كلها مترجمة عن هذه اللغة. وقد توفي صباح يوم الأحد 12 ربيع الثاني 1346ه/9 تشرين الأول (أكتوبر) 1927. وقدرت مدينة دمشق خدماته فأطلقت اسمه على أحد شوارعها سنة 1955. وبالإضافة إلى المقالات الكثيرة التي نشرها في الصحف، ترك أحمد شاكر بعض المؤلفات، منها:
1- «الكرميات»، مجموعة مقالات وقصص في موضوعات شتى.
2- «مي، أو الخريف والربيع»، معربة عن الإنكليزية للشاعر جيوفري تشوسر.
3- «خالد»، رواية معربة عن الإنكليزية للقصصي الأميركي ماريون كروفورد.
4- «الوردة الحمراء»، معربة عن الإنكليزية لأوسكار وايلد.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع