جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
(مبعوث القدس إلى البرلمان العثماني في دورته الأخيرة قبل الحرب العالمية الأولى. وهو والد الأديب المشهور إسعاف النشاشيبي، وأحد أعيان بيت المقدس البارزين في أواخر العهد العثماني. وقد انضم إلى حزب الإتحاد والترقي الذي اختاره لمجلس المبعوثان، فأخذ ينافس آل الحسيني على الزعامة في القدس وفلسطين.)
ورث عثمان أفندي مع إخوته الثمانية الذكور ثروة طائلة خلفها أبوهم سليمان. وقد برز هو وأخوه رشيد أكثر من غيرهما في العائلة. وبينما اهتم رشيد بإدارة الأراضي والأملاك، اتجه عثمان إلى الوظائف الحكومية والسياسية. وقد زوجه والده في حياته ابنة عمته كريمة الحاج مصطفى أبو غوش الملقب بـ «ملك البر» في جبل القدس. وتقلب عثمان أفندي في الوظائف الحكومية وعين عضواً في مجلس إدارة المتصرفية. وبعد انقلاب الشبان الأتراك سنة 1908، انضم إلى حزب الإتحاد والترقي، وانتخب لمجلس المبعوثان في دورته الثالثة سنة 1912 بعد أن فشل في انتخابات الدورة الثانية. وعبّر عثمان أفندي، مثل زميله روحي الخالدي في البرلمان وخارجه، عن معارضته الحركة الصهيونية وبيع الأراضي من اليهود في متصرفية القدس. واستمر عثمان أفندي في تمثيل القدس في مجلس المبعوثان خلال الحرب العالمية الأولى أيضاَ. وكان من أبرز رجالات فلسطين في أواخر العهد العثماني ذكاء وعلما وثروة. وكان ميالاً إلى الأدب ومعاشرة الأدباء والعلماء، الذين كانوا يجتمعون في بيته الفخم في الشيخ جراح لمناقشة المسائل السياسية والإجتماعية والأدبية. وفي الوقت نفسه عرف عنه مزاجه الحاد وطبعه العصبي الناري. وقد ورثه في ثروته ودوره السياسي ابنه الأديب المعروف إسعاف أفندي الذي بدأ نشاطه الإجتماعي والأدبي عشية الحرب العالمية الأولى.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع