حدثت بعض الإشكالات خلال فترة الخمسينيات وبداية الستينيات، ففي بداية الستينيات قُتل الفلسطيني خليل عرعرة في حي الرمل العالي بعدما رفض العمل بالسُخرة لدى عائلة لبنانية، وهو بنّاء معروف في تلك الفترة. وفي منتصف الخمسينيات كان يدخل بعض الشباب من الجوار إلى المخيم للتلصص على البيوت. فأقام أهالي المخيم كمائن لهم وقبضوا على أحدهم ويُدعى عبد ح.، وقاموا بتسليمه إلى القضاء اللبناني فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر. ثم حاول أخوه رياض ح. الانتقام من المجموعة الفلسطينية التي قبضت عليه، فتعارك مع محمود ك. في مقهى ترشيحا (التحرير لاحقاً)، لكنه فشل ونال قسطه من الضرب.
عندئذ قرّر أن يكون انتقامه أكبر، فدخل إلى مكتب مدير المخيم صبري مصطفى، في بناية فضل سليم، وطعنه برقبته. وصادف تواجد الدكتور حنا خوري في عيادة الأنروا، الملاصقة لمكتب مدير المخيم، فعالجه على الفور، وبقي أياماً في دائرة الخطر. ولما وصل النبأ إلى أهالي المخيم، خرجوا جميعهم، وخصوصاً أهالي كويكات، إلى منطقة برج البراجنة، وقد شعروا بالإهانة لهذه الحادثة، على الرغم من بعضهم لا تجمعه علاقة طيبة بمدير المخيم. وعند طرف المخيم تصدّى لهم سليم مصطفى، والد صبري، وخطب فيهم ودعاهم إلى الهدوء، ومما قاله بأنه إذا مات صبري (وحيده) فإن ذلك قدره، و((لن أخلق فتنة بسبب موته)). وتدخّل المختار حسن السبع مصلحاً بين الطرفين، ولم يردّ أهالي المخيم طلبه، لما كان يمثله بالنسبة إليهم. ووافقوا على المصالحة.
أحمد علي الحاج علي
(مخيم برج البراجنة: ظل الحياة والموت)