جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين وصحبه الأخيار الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أنا محدثكم محمد بن صلاح الدين بن عبد الكريم بن فهمي بن حسين الزبدة، سأروي لكم ما أرخه والدي الصحفي والمؤرخ صلاح الدين والذي قد عاشر أجداده من أمثال الحاج إبراهيم الزبدة والحاج علي الزبدة والحاج فهمي الزبدة واللذين قصوا عليه مراراً وتكراراً قصة عائلة الزبدة التي كانت تسكن يافا. يقول والدي رزقه الله الصحة والعافية بأن أصل عائلة الزبدة كما رواه الأجداد يعود إلى عرب الجزيرة العربية وتحديداً مكة المكرمة وذلك في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وقيل أن إسمه محمود هذا الجد الذي نزح لاحقاَ أبناءه إلى الأندلس واستوطنوها فترة قيام الدولة الإسلامية فيها وإلى أن جاؤوا الصليبين بإعتدائهم الغاشم على بلاد الأندلس، وكانوا يقتلون كل من يشهد بأن لا إله إلا لله ويقر بأن محمداً رسول الله فكان أمام الناس هناك خياران إما أن يتنصروا ويتنازلوا عن إسلامهم أو أن يقتلوا، وعليه فلقد فر إثنان من أجداد العائلة -غير معروف إسمهم- فراراً بدينهم وبأرواحهم فاستقر أحدهم في بلاد المغرب العربي-قيل في ليبيا أو الجزائر- والأخر أكمل رحلته إلى فلسطين وتحديداً مدينة يافا وسكنها وكانوا الناس يطلقون عليه إسم (الفار) أي الهارب وبهذا ثبتت هذه الكنية كلقب للعائلة مع مرور الزمان (الفار)، وفي حقبة الدولة العثمانية كان هناك أحد أجداد العائلة والذي كان يعمل كمأمور ومسؤول عن خزائن الغذاء الخاصة بالجيش العثماني في يافا، وفي ذات يوم وعلى حين غرة قام أحد أركان الجيش العثماني المعروف بإسم (جمال باشا السفاح)-نسبة لإنه كان يقطع الرؤوس على أتفه الأسباب- بجولة تفقدية على خزين الغذاء في مدينة يافا فأقبل جدنا المسؤول عنها متقدما (جمال باشا) ليريه ما يشاء من خزين الطعام، وعندما مروا على ما يشبه بثلاجات مشتقات الألبان فطلب عدها جمال باشا من جدنا أن يفتح له (ضرف الزبدة) فقام بالفعل وفتحها، فنظر إليها جمال باشا وإذ به يلمح شيئاً منتفخاً بداخل (ضرف الزبدة) فقال له جمال باشا متسائلاً: ماهذا، فما كان من جدنا إلا أن طال بيده ذالك الشيئ المنتفخ الذي بداخل قالب الزبدة الضخم وقام بوضعه في فمه وابتلعه كله وهو يصيح:هذي "زلقوطة" الزبدة ياسيدنا "زلقوطة" الزبدة-أي تلك الفقاعة التي تتكون خلال عملية صنع الزبدة- فتبسم له جمال باشا السفاح وقال له:عفارم ولد عفارم-أي أحسنت-، الطريف في الأمر أن جدنا بعد هذه الحادثة كانوا يسألونه الناس عن تلك الزلقوطة هل فعلاً كانت زلقوطة أم شيئ أخر، فكان يقول الله العالم هو فار ولا قطة ولا زلقوطة المهم إنه راس الواحد ما طارت، وعليه صاروا يطلقون على عائلتنا إسم الزبدة نسبة إلى قصة (زلقوطة الزبدة).