عدنان الحاج موسى
الرشيدية - 27/1/2012
وطفة قاسم القط، من أم الفرج، لا أعرف من مواليد أي سنة ولكن طلعت بنت 15 سنة من فلسطين، خرجنا من فلسطين وليس معنا أوراق ثبوتية. أذكر أن والدي كان يأخذ بساتين خارج أم الفرجونشتغل بالفلاحة، ولما طلعت الناس من فلسطين طلعنا.
كان أبي يأخذ بساتين، نزرع زيتون وبصل، جاء اليهود، ورحنا عاليانوحية، ذهبنا بالباص على الزيب، ونمنا هناك ثم جئنا على الرشيدية عن طريق الناقورة.
اشترى أبوي 20دونم بفلسطين وراحوا لليهود، وأبوي علّم أخوتي الثلاثة بالكابري.
ونحنا صغار كنا نبقى بالبساتين.. لم يكن هناك مدارس، فقط اخوتي تعلموا بالكابري، أخوتي هم قاسم وصادق وعلي، حفظوا القرآن، كان في جامع بالقرية، وبعده إلى الآن قائم على حد علمي، ولكن مهدم وباقي جزء صغير منه.أبو موسى عبده، كان شيخ الجامع، يؤذن فيه.
كنا نشتغل بالزيتون، وكنا نعصر الزيتون خارج القرية، وكان أبي يعطي ثمن العصير من الزيت نفسه وفي شهر رمضان كنا نطبخ نفس الأشياء التي نطبخها هنا، بازيلاء، فاصوليا، علت، وقرنبيط وملفوف، ومغربية، وبالعيد كان أبي وأمي يشتروا لنا ملابس جديدة.
عند المرض كانت الناس تذهب لتتحكم بنهاريا، فلم يكن هناك عيادة بالقرية، بل في حيفا يوجد عيادة للطبابة. أمي مرة أطلق النار عليها، فذهبت إلى حيفا ، وكانوا يروحوا على عكا أيضاً.
كان في دكاكين بالقرية، ونخبز بالدار وفي عنا ماء كثيرة أمام البيت.
حضرنا أعراس كثير بأم الفرج، كنا صغار، كانت أمي تشارك بالدبكة، كنا نطلع من الحميمة، بالليل لأم الفرج حتى نحضر الأعراس، كان يأخذنا أخي قاسم، وكانت الأعراس ليست مختلطة، كانوا يركبوا العروس على الفرس ويطوفوها بالقرية، وكانوا يطبخوا بالأعراس.
إبراهيم صبري الحاج موسى، كانوا يقولوا أنه كان في ساحة كبيرة أمامهم، يقيمون فيها الأعراس.
ونحن بالقرية، كنا نسمع باليهود، فقالوا لنا أن نخرج من القرية عبر الطريق الشمالية، وأنه سوف يحصل معركة كبيرة فخرجنا على لبنان، تقريباً كل البيوت كانت مدمرة.
كنا نشوف اليهود بنهاريا وكان في حاخام كبير، يكون معه حلويات ملونة ثم كان يوزعها للعرب، فكان يقول أنكم تخلفوا أولاد كثير أما نحن نخلف واحد أو إثنين.
كانت علاقة أهل القرية جيدة مع اليهود، ولكنهم اختلفوا بالكابري وأخرجونا من القرية، وذهبنا إلى لبنان.
نحن طلعنا من فلسطين عندما سقطت الكابريي وعندما هدأت الأوضاع رجعنا على فلسطين وبقينا سنتين، ثم رجعنا وخرجنا مرة ثانية على لبنان. عندما جئنا على لبنان، حملنا كل أغراضنا من فلسطين، ركبنا باص كبير، وفيه أغراضنا، إلى الزيب ثم إلى الرشيدية، وصارت الناس تعمر بالرشيدية.
عندما خرجنا كنا بنيسان، كان الطقس جيد في بلبنان.
لما طلعنا على أساس نبقى بلبنان أسبوع، ولكن لم نرجع على فلسطين، وجاء الجيش اللبناني وطلعنا على برج الشمالي، بقينا هناك 18 شهر، ثم رجعنا. عندما استقرينا بالرشيدية، جاء الدرك، وقالوا أخرجوا وارجعوا على بلادكم، وطلعنا من الرشيدية على برج الشمالي، ثم رجعنا عالراشدية بعد 18 شهر.
لم نحضر معنا مفتاح البيت، من الخوف خرجنا ولم نأخذ الأشياء المهمة. أم الفرج هي قرية صغيرة وحولها بساتين، وفي طريق تصل على نهاريا.
كنا مبسوطين بفلسطين، فهي جنة، حتى اللبنانيين، كانوا يأتوا على فلسطين ويحبوها كثير.
يا ريت نرجع على فلسطين.. ولكنها لن ترجع إلا بالقوة وبقدرة الله.