جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
يستذكر مسنون في جنين عاشوا في فلسطين المحتلة عام 1948 قبل أن يهجروا منها عقب النكبة فعاليات رمضان في ذلك الوقت، والتي كانت تشير إلى الترابط والتآخي والبساطة والطقوس التقليدية النابعة من أصالة شعبنا.
ويقول الحاج محمد صالح العرجا والمنحدر من الفالوجة - التي ولد فيها في خريف عام 1934 -: كانت بلدتنا متطورة، وفيها بلدية، وأربع مخاتير، وشبكة مياه، وسوق كبير، وكنا نستقبل شهر رمضان بتجهيزات خاصة، بعد أن نعرف ثبوت من علماء الأزهر بمصر، وكانت تنشط لدينا الزوايا الصوفية الأربع، ونستمع إلى دق الطبول والموالد الرمضانية. وأشار إلى أن ما كان يميز الفالوجة، أن رجالها كانوا يحافظون يومياً طوال الشهر الفضيل، على تقليد اسمه (الخروج)، فيحمل كل واحد منهم طبقاً من الطعام، ويجتمعون في مجالس الحارات، ويأكلون معاً، وكانت البلدية تنير الشوارع بفوانيس الكاز من بعد العصر وحتى أن ينفذ ما فيها من وقود. واستطرد قائلا: كان لكل حارة مسحراتي خاص بها، وكنا نسمع إلى خليل الراعي، وهو يقرع الطبل ويصحي الناس من نومهم، ولا ننسى (المفتول) الأكلة الشعبية في رمضان، والمنسف دون أرز، أما الحلويات فأشهرها المطبق، وكان تجار غزة يحضرون لأسواقنا النمورة. ويضيف: سقطت بلدنا بعد صمود طويل، وأذكر أن ذلك كان في رمضان، وكنت صائماً، وأغمي علي من العطش، فأدخلني والدي إلى المقهى، وأشربني العصير، وأتذكر وجود الجيش المصري في بلدنا، وكيف كان الجو في رمضان معهم. ولا أنسى كيف أن الحصّادين هربوا من جيش الاحتلال من السهل القريب إلى داخل البلد، وهم يحملون المناجل من جيش الاحتلال.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام