هوية عند عائلة حلو الياجورية.. ذكرياتٌ ووثائق
لبنان – وادي الزينة
29/6/2022
كان الانعقاد الثاني للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في اسطنبول في شباط / فبراير الماضي قد جمعنا ببعض أفراد عائلة حلو الياجورية القادمة من منطقة وادي الزينة في لبنان.
وبعد التفاعل المميز من أهالي قرية الياجور في مخيم الجليل في بعلبك، مع حملة #انتماء في يوم القرية الفلسطينية "يوم قرية الياجور "، عزمنا على المزيد من التواصل مع أهالي البلدة لمتابعة التوثيق مع شهود نكبتها.
جرى الترتيب مع أمل وفادي حلو لزيارة والدهما في بيته، وقام فريق (هوية) بكامل ترتيباته للزيارة واتجه إلى منزل السيد محمد أحمد علي حلو في وادي الزينة.
استقبلنا الحاج محمد في حديقة منزله.. ترحيبٌ مميز وكرم ضيافة ٍ ليس غريباً عن أهل الياجور، وبحضور جمع من الأبناء والأحفاد.. شعرنا أننا في بيت من بيوت الياجور.
الحاج محمد من مواليد قرية الياجور عام 1941، وزوجته فهمية عوض الجشي مواليد قرية سحماتا.. رغم خروجه من الياجور طفلاً إلا أن ذاكرته تختزن كثيراً من المشاهد من البلدة التي لا تختلف بطبيعتها وخضرتها وبيوتها وحاراتها عن معظم قرى فلسطين، والأهم أنه يحفظ من والديه تفاصيل ما عانته عائلة حلو في رحلة التهجير عن الياجور. قام فريق (هوية) بتوثيق كل ذلك وجمع من الحاج محمد شجرة عائلة حلو، وكان من بين الأسماء التي ذكرها اسم عمته أمينة الحلو، مشيراً إلى أنها توفيت بعد أن دهستها سيارة قبل الخروج من فلسطين.
بعدما أنجز الفريق عمله الأساس، عاد مندوب هوية السيد محمد سويد إلى الحاج محمد بالحديث عن العمة أمينة طالباً المزيد من المعلومات عن حادثة وفاتها، ولكن الحاج محمد لم يملك الكثير من التفاصيل. كانت المفاجأة للحاج أن فريق (هوية) قد أحضر معه مجموعة من الوثائق عن الحادثة التي أودت بحياة أمينة الحلو عام 1947، وفيها محاضر تتضمن تفاصيل الحادثة على لسان أمينة نفسها من خلال محضر للبوليس وهي مصابة في المستشفى في حيفا، ومن إفادة زوجها حسن حسنين وزوج ابنتها أحمد عمشاء.
هذه الذكريات والمعلومات بحلوها ومرها، المدوّنة في الأوراق الرسمية والوثائق التاريخية جزء من ذاكرتنا الشعبية والوطنية التي نحرص على جمعها ووضعها بين أيدي أصحابها.
وجدت عائلة حلو فارقاً كبيراً بين أن تسمع بعض الحكايا عن حياة الآباء والأجداد في الياجور وبين أن يعرفوا أدق التفاصيل من خلال محاضر وأوراق رسمية.. انتهى اللقاء بشكرٍ كبير لعائلة حلو على تعاونهم واستقبالهم الرائع، وبتقدير وثناء من العائلة على مشروع هوية وجهود فريق عملها.. عملٌ حلوٌ وممتع لا ينتهي، وتزداد حلاوته كلما قدّمنا لعائلة فلسطينية ما يعزز تمسكها بتاريخها وتراثها في بلدتها الأصلية في فلسطين.