يمكن تصنيف عائلات افنديات القدس في ثلاث مجموعات اختلف بعضها عن بعض في حظ أبنائها الاجتماعي السياسي في الثلث الأول من القرن التاسع عشر.
1) عائلات تقلد أبناؤها من حين إلى آخر وظائف مهمة، مثل الافتاء والنقابة ونيابة الشرع، على الرغم من أن تلك الوظائف كانت عادة حكراً على أبناء عائلتي الحسيني والخالدي. وشملت هذه المجموعة من العائلات آل جار الله (أبو اللطف)، والجماعي (الخطيب)، والعلمي، والدجاني، وأبو السعود، والإمام، والبديري.
2) عائلات تقلد أبناؤها في القرون السابقة مناصب علمية وإدارية مهمة، لكنها مع الوقت خسرت المنافسة في شأن تلك المناصب، واكتفى أبناؤها في اوائل القرن التاسع عشر بالعمل في التدريس وخدمة المساجد والزوايا الصوفية وغيرهما من الوظائف. هذه العائلات عاشت على ذكرى تاريخها العريق، واكتفت بدور متواضع في السلم الاجتماعي. وبين تلك العائلات يمكن ذكر الفتياني، والشهابي، والموقت، وجودة، ونسيبة، والعسيلي، والدقاق، والأنصاري.
3) عائلات خسرت وظائفها العلمية والإدارية العالية، واكتفى ابناؤها، في فترة هذه الدراسة بتولى بعض الأقاف، وبخدمة الجوامع والتكايا والمدارس لكنهم تميزوا عن سابقيهم بأن بعضهم طرق أبواباُ جديدة في سبيل الحراك الاجتماعي إما عن طريق الخدمة العسكرية، وإما عن طريق التجارة والاستثمارات العقارية. وضمن هذه المجموعة يمكن ذكر آل الجاعوني، والقطب، والعفيفي، والعسلي، وقطينة، وسموم، وشهوان، والنشاشيبي.
لواء القدس في أواسط العهد العثماني
عادل مناع
(بتصرف)