الأسير علي حسن الرجبي: مقاوم من الخليل وحكاية نضال مستمرة

علي حسن الرجبي، وُلد في 19 فبراير/شباط 1976 بمنطقة جبل جوهر في الخليل، حيث نشأ في ظل الاحتلال الإسرائيلي، مما شكل شخصيته النضالية منذ الصغر. ينتمي لعائلة مجاهدة؛ فقد اعتقل جده في عهد الانتداب البريطاني، ووالده وأخوه محمد باجس، الذي يقضي حكماً بالمؤبد و12 عاماً.
نشأة مقاومة
ترعرع الرجبي قرب مستوطنة "كريات أربع"، ما جعله في احتكاك دائم مع المستوطنين وقوات الاحتلال. ترك المدرسة الإبراهيمية وهو في الرابعة عشرة بسبب مقاومته المستمرة للاحتلال، لكنه أتمّ دراسته الثانوية داخل السجن، وحصل لاحقاً على بكالوريوس وماجستير في الصحافة والإعلام، إلى جانب حفظ القرآن الكريم وحصوله على السند المتصل.
مسيرته النضالية
التحق الرجبي بكتائب القسام عقب انتفاضة الأقصى عام 2000، وقاد عمليات تجهيز الاستشهاديين. اعتقلته قوات الاحتلال في 9 مارس/آذار 2003 بعد مطاردة طويلة، وتعرض لتعذيب قاسٍ في مركز تحقيق نفحة. حُكم عليه بالسجن 18 مؤبداً بتهم منها الانتماء للقسام وتجهيز عمليات استشهادية.
حياة خلف القضبان
خلال فترة سجنه، تدهورت حالته الصحية بسبب الإهمال الطبي. أصيب بتيبّس في العمود الفقري والماء الأبيض في عينيه، وخضع لعملية جراحية في مايو/أيار 2022. ورغم كل ذلك، استمر الرجبي في تطوير ذاته وأكمل دراسته وحفظ القرآن.
إطلاق سراحه
أُطلق سراح الرجبي ضمن صفقة تبادل الأسرى في يناير/كانون الثاني 2025، والتي شملت المحكومين بالمؤبد.
الخليل عبر التاريخ
تعود تسمية مدينة الخليل إلى الكنعانيين الذين أطلقوا عليها "قرية أربع" نسبةً لبانيها. سكنها النبي إبراهيم عليه السلام ودفن فيها مع زوجته سارة وأحفاده في مغارة المكفيلة، التي تُعد اليوم معْلماً دينياً وتاريخياً.
تظل قصة الرجبي رمزاً للصمود الفلسطيني، حيث يعكس نضاله وحياته الأسرية خلف القضبان ملحمة حقيقية في مواجهة الاحتلال.