الأسير حسام عابد: 22 عاماً في الأسر وسيرة مدينة جنين

دخل الأسير حسام عدنان توفيق عابد (42 عامًا) من بلدة كفرذان غرب جنين، اليوم الأربعاء، عامه الـ22 على التوالي في سجون الاحتلال، حيث يقبع حاليًا في سجن ريمون. وكان الاحتلال قد اعتقله في 25 سبتمبر 2003، وأصدرت محكمته حكمًا بالسجن المؤبد ثلاث مرات، إضافة إلى 55 عامًا ونصف، بتهمة مقاومة الاحتلال والمساعدة في تنفيذ عمليات استشهادية. كما قامت سلطات الاحتلال بهدم منزل عائلته بالكامل كجزء من سياسة العقاب الجماعي.
مدينة جنين: تاريخ وموقع استراتيجي
تُعد مدينة جنين من أقدم المدن الفلسطينية، حيث يعود أصل تسميتها إلى المدينة الكنعانية القديمة "عين جنيم"، التي تعني "عين الجناين". في العهد الروماني، كانت تُعرف باسم "جيناي"، ثم حُرّف الاسم بعد الفتح الإسلامي إلى "جنين".
تقع جنين على ارتفاع يتراوح بين 125 و250 مترًا عن سطح البحر، وتمثل المثلث الجنوبي لمرج بني عامر، مما يجعلها مركزًا لالتقاء البيئات الجبلية والسهلية والغورية، إضافة إلى أنها نقطة تقاطع طرق المواصلات بين نابلس، العفولة، وبيسان.
خلال فترات الحكم المختلفة، كانت جنين مركزًا حيويًا، حيث كانت في عهد المماليك محطة بريدية بين غزة ودمشق، كما ضمّت برجًا للحمام الزاجل بين مصر والشام. في العهد البريطاني، احتلتها القوات البريطانية عام 1918، وشهدت العديد من المواجهات ضد الاستعمار، أبرزها مقتل الحاكم البريطاني في عام 1938 على يد الثائر علي أبو عين من قباطية.
اقتصاد ومعالم جنين
تشتهر جنين بكثرة عيون المياه التي تروي أراضيها، مما يجعلها منطقة زراعية غنية بالحبوب، الخضار، الفاكهة، والرمان. كما عُرفت بجودة البطيخ المزروع فيها. ومن أبرز معالمها التاريخية الجامع الكبير، الذي أنشأته فاطمة خاتون، ابنة السلطان قانصوه الغوري، إلى جانب تكية لإطعام الفقراء وحمام وعشرين حانوتًا.
وقد تربى في جنين العديد من الشخصيات البارزة، منها الأديب والمؤرخ عبد الله مخلص، الذي كان عضوًا في المجمع العلمي بدمشق وله العديد من المؤلفات.