أنا عوفة محمد خواص من أم الفرج- قضاء عكا، أذكر أم الفرج كل شارع بشارعه، لو متنا ببلادنا أحسن من هنا.
شوارع أم الفرج حلوة، كلها حلوة، كنا نذهب الى عكا ونهاريا والى الضهرة، وكنا سعيدين جداً.
أنا عمري 75 سنة، جئت الى لبنان عمري 13 سنة. لي أخت ما زالت بفلسطين إسمها مريم محمد الخواص في المزرعة.
بيتنا كان جميل، كنا كل يوم نذهب الى ارضنا ونرجع لبيتنا، بيتنا فيه قناطر ودار كبيرة. من جيراننا دار دراز، ودار أبو السعد، ومصطفى حجاب، وعلي ياسين، ودار عبد العال.
لا أذكر اذا كان في مدارس بأم الفرج، كان الأولاد يتعلموا خارج القرية.
كنا نلعب مثل الأولاد هنا، ونشتغل في البساتين بجانب الضهرة وهي قريبة على نهاريا. كنا نطبخ كل شيء، وكذلك برمضان كنا نطبخ كثيرا، والدار مليئة بالمونة.
خرجنا من فلسطين لأننا سمعنا أن اليهود ستأتون الليلة الى أم الفرج، فخربنا على الزيب نمنا ليلة هناك، ثم نمنا ليلتين بالراشدية ثم رجعنا الى فلسطين مرة ثانية، لأنهم أخذوا العالم الى سوريا ولكن نحن لم نرض الذهاب، فرجعنا الى فلسطين وتحديداً الى الغابسية وصاروا يقولون اليهود سوف يأتون، فهربنا على بركة وعلى الدير ومن ثم جئنا على لبنان، ورجعنا الى الراشدية.
لما رجعنا الى فلسطين، كانت القرية مثل ما هي والبيوت كذلك.
ونحن هربانين لم نر يهود على الطريق.. لم نخرج معنا شيء من فلسطين.. خرجنا أنا وابي وأخوتي وتركنا أمي بفلسطين، وعادت أمي ولحقت بنا.
عندما جئنا الى الراشدية كان هناك بيوت ولكن مثل الخرابة. والحياة كانت صعبة.
"إذا رجعنا وقالوا لي إرجعي الى فلسطين، الآن، الآن برجع ولكن مع أولادي.. بدي أرجع على وطني وأموت هناك أنا وأولادي لا أريد أموالاً أريد العودة الى فلسطين وخصوصاً أم الفرج.. ما زلت أذكر بيتي واذكر مكانه تماماً ما حدا بنيسى اللي له".