رام الله :
هز الطفل خالد محمد فضل الجعبري (4 سنوات) مشاعر كل من شاهده على شاشات التلفزيون، عندما حاول مقاومة العشرات من جنود الاحتلال خلال اعتقالهم والده أمس الأول. وبرغم الصور الخاطفة التي عرضت لخالد، وهو يحاول إنقاذ أبيه من الاعتقال، فإن هذا الطفل الفلسطيني خاض في الواقع «معركة» طويلة، امتدت على أكثر من كيلومتر فكلفته الكثير من الدموع والصراخ والخوف الذي لم يفارقه حتى اللحظة.
كاد مشهد اعتقال فضل الجعبري يبدو عاديا. مرّت صور سريعة تروي حكاية روتينية. لكن خالد اكسبها بعدا مختلفا، فهو كرر أكثر من مرة عبارة: «هذا أبي وهذه أرضنا، وليرحلوا عنا». ظلّ الطفل يحاول منع اعتقال أبيه، ليعكس حال أطفال قريته كلهم، ممن وقفوا بحجارة صغيرة يحاولون منع سرقة القرية ومياهها وأرضها ومزروعاتها.
تمكنت «السفير» من لقاء خالد، لكنه رفض الكلام، واكتفى بالصراخ بصوت عال: «أريد أبي»، ثم راح يركض قرب منزله في قرية البقعة في الخليل، يحمل حجارة ويلقيها باتجاه مستوطنة كريات أربع المقامة على بعد نحو 500 متر من القرية، قبل أن يبتعد كثيرا ويجلس وحيدا رافضا الحديث لأي كان.