جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
ذكرت رابطة الباحثين الميدانيين في مدينة القدس أن ما يسمى بـ"اللجنة المحلية الإسرائيلية للتخطيط والبناء"ناقشت، الأربعاء 28-12-2011، مخططًا لبناء 130 وحدة استيطانية في مستوطنة غيلو جنوبي القدس، ومخططين ضخمين لتوسيع سيطرة جمعية "إلعاد" الاستيطانية على حي وادي حلوة في سلوان. وحذرت الرابطة من أن استمرار هذه الهجمة الاستيطانية، وخصوصًا الهجمة التي تشنها جمعية "العاد"، من شأنها أن تعمل على تغيير الطابع الجغرافي والحضاري والثقافي لمدينة القدس ولحي سلوان تحديداً، وتأتي ضمن خطة لتعزيز الزحف الاستيطاني تجاه الحي بحجة تعزيز السياحة الإسرائيلية، وهو ما يتوافق مع الخطوات الاحتلالية والسياسات المتبعة من أجل تهويد مدينة القدس. وذكر الخبير في شؤون الاستيطان وعضو رابطة الباحثين أحمد صب لبن في تصريحات صحيفة أن اللجنة المحلية الإسرائيلية للتخطيط والبناء تناقش، الأربعاء، مخططًا لبناء 130 وحدة استيطانية في مغتصبة "غيلو" جنوبي مدينة القدس المحتلة، بالقرب من أراضي قرية شرفات الفلسطينية. وأضاف صب لبن:" إن المخطط ينص على بناء 130 وحدة استيطانية على قرابة ستة دونمات تمت مصادرتها من أراضي القرية سابقًا، وهي مسجلة حاليًّا على أنها أراض تابعة "لصندوق أراضي (إسرائيل)". وكانت هذه الأراضي في الماضي وفقًا للجان التخطيط والبناء الإسرائيلية معدة لإقامة فنادق، ولكن مجموعة من المستثمرين الصهاينة يدعون "أخوة (إسرائيل)" قدموا طلبًا لبلدية الاحتلال بالقدس لتحويل الأرض بحيث تصبح أراضي للاستخدام السكني. وحاليًّا يُراد إقامة مشروع سكني جديد بدلا من الفنادق، وذلك لتوسيع المستوطنة باتجاه قرية شرفات عن طريق بناء 4 مبانٍ ضخمة مكونة من اثني عشر طابقًا، وذلك عبر رفع نسبة البناء في هذا المشروع بحيث تصل إلى 320 % من مساحة الأرض المخصصة للمخطط. وتابع:" كما تناقش اللجنة المحلية، الخميس، أيضًا مخططين لبناء مبنيين ضخمين، وذلك ضمن خطة لتوسيع النفوذ الإسرائيلي وتعزيز السياحة إلى حي وادي حلوة المقدسي الوقع في سلوان". وأوضح أن المخطط الأول والذي يراد إقامته فوق ما عرف بـ"موقف جفعاتي" ينص على بناء مبنى للاستخدام السياحي على قطعة أرض ملاصقة تقريبًا لسور القدس الجنوبي بمساحة 5460 مترًا مربعًا، وسيكون تحت سلطة إدارة ما يدعى بحديقة عير دافيد في حي وادي حلوة وبتالي تحت إدارة جمعية إلعاد الاستيطانية، وينص المخطط على إنشاء مبنى ضخم بمسطح بناء يقارب 10176 مترًا مربعًا ما يشير إلى أن نسبة البناء التي يراد إعطاؤها للمشروع تقارب 273 % من مساحة مسطح الأرض المخطط إقامة المشروع الاستيطاني عليها والذي سيتضمن إقامة طابق كامل لاستخدام علماء ودائرة الآثار، بالإضافة إلى تخصيص مساحات للاستخدام السياحية وغرف استقبال للزوار وغرف تعليمية وإرشادية وقاعات ومحال تجارية ومعرض ومساحات لمكاتب إدارة "عير دافيد"، وموقف للسيارات بسعة 250 سيارة. يشار إلى أن المبنى يقع فوق شبكة من الأنفاق التي تم حفرها سابقًا وأعلن عن افتتاحها منتصف العام الحالي ولكنها حتى الآن لم تفتتح أمام العامة، وهذه الشبكة من الأنفاق تمتد من عين سلوان وتصل إلى حائط البراق ما يدعى "بحائط المبكى" حيث يتوقع أن يكون هناك محطة استراحة في هذا المبنى للزوار أثناء استخدامهم للنفق في حال تم افتتاحه. أما المخطط الثاني في سلوان "يراد من خلاله أيضًا إنشاء مبنى ضخم يدعى "ببيت همعيان" وهو مخصص للاستخدام السياحي وتحديدًا لزوار ما يدعى بعير دافيد، والذي سيكون تحت سلطة جمعية العاد الاستيطانية، ومن المقرر إقامته بموقع قريب من عين سلوان على أرض تقع بالقرب من أسوار القدس الجنوبية. وتجدر الإشارة إلى أن المبنى لا يبعد عن منزل عائلة أبو ذياب الذي تم إخلاؤه من مستأجره حجو عبر قرار صدر من قبل محكمة الاحتلال مؤخرًا. ويراد من خلال هذا البناء المعد للاستخدام السياحي تنظيم ما يدعى بمركز الزوار "عير دافيد" بالإضافة إلى تنظيم موقع عين سلوان والبركة بالقرب منه بالإضافة إلى تنظيم وترتيب بعض الحفريات الأثرية التي تقوم جمعية إلعاد الاستيطانية بتنفيذها وذلك عبر تشييد مبانٍ بمساحة 1203 أمتار مربعة في قلب الحي الفلسطيني. وأوضح أن "هذه المخططات الثلاثة التي تنوي اللجنة المحلية للتخطيط والبناء المصادقة عليها الخميس، في حال تم ذلك فإن هذه المخططات سيتم عرضها للاعتراض العام ومن ثم طرحها للمصادقة النهائية والشروع بالتالي بأعمال التشييد والبناء بالميدان". وقالت رابطة الباحثين إنه لا يمكن قراءة هذه الخطوات منفصلة عن غيرها من الخطوات التي تم اتخاذها مؤخرًا من أجل تعزيز الوجود والسيطرة الإسرائيلية على شرق القدس، سواء عبر التلويح بطرح مشروع القانون الأساسي الجديد "القدس عاصمة لدولة الاحتلال"، أو عبر التصريحات المتكررة لرئيس بلدية الاحتلال في القدس للتنازل عن بعض الأحياء المقدسية خارج الجدار ووضعها تحت سيطرة الإدارة المدنية الإسرائيلية، وعبر الاستمرار في طرح المشاريع الاستيطانية التوسعية في قلب الأحياء الفلسطينية.
المصدر: فلسطين أون لاين