جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
أنهى الأسير الفلسطيني محمود السرسك أطول تجربة إضراب متواصلة عن الطعام استمرت 95 يوما، بعد نجاحه في انتزاع موافقة مكتوبة بالإفراج عنه في 10 يوليو/تموز القادم، عوضا عن وعد ضمني بالإفراج عنه في 22 أغسطس/آب. ونقلت مصادر اعلامية عن محامي السرسك محمد جبارين قوله: إن الاتفاق الذي وقع مع مصلحة السجون في مستشفى سجن الرملة ينص على أن يعلق السرسك إضرابه مقابل الإفراج عنه في 10 يوليو/تموز، على أن يبقى في المستشفى لاستكمال علاجه بعد أن فقد أكثر من نصف وزنه. ونص الاتفاق على أن يتعهد السرسك -وهو لاعب منتخب فلسطين لكرة القدم- بعدم العودة للإضراب عن الطعام تحت أي ظرف قبل الإفراج عنه. وقال المحامي جبارين إن الأسير السرسك -وهو من مدينة رفح جنوب قطاع غزة- وصل قبل عشرة أيام لمرحلة خطيرة جدا، وكان معرضا للموت في أي لحظة، "لذلك تقدم محاميه بعرض يقضي بتخفيف الأسير من حدة إضرابه بتناول الحليب والفيتامينات مقابل فحص ملفه منذ بداية اعتقاله". وطرحت مصلحة السجون عدم تجديد اعتقاله كما جرى منذ اعتقاله في 22 يوليو/تموز 2009 والإفراج عنه بتاريخ 22 أغسطس/آب، غير أن السرسك رفض ذلك، وطالب بالإفراج عنه في يوليو/تموز القادم، وهو ما قال محاميه إنه أنجز بعد نقاشات قانونية معقدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال المحامي إن الأسير السرسك نجح في تخفيض شهر و12 يوما من مدة حكمه والحصول على قرار مكتوب وليس ضمنيا بذلك. واعتبرت "إسرائيل" السرسك -مثل معظم الأسرى الذين تم اعتقالهم بعد حرب غزة 2009- مقاتلا غير شرعي، واشترطت في اتفاق إطلاق سراحه توقفه عن القيام بأي "أنشطة ممنوعة"، وذلك تحت طائلة الاعتقال مرة أخرى. وقبل أكثر من أسبوع أقنِع السرسك بتخفيف حدة إضرابه، بعد أن فقد نصف وزنه وبات غير قادر على الحركة تماما، كما فقد القدرة على الرؤية بصورة سليمة، وبات عرضة لتلف أعضائه بسبب رفضه تناول أي من المحاليل أو الفيتامينات الضرورية لعمل وظائف الجسم. وواجهت "إسرائيل" حملة انتقادات دولية حادة لاستمرار اعتقال السرسك وعدة لاعبين فلسطينيين محترفين، شارك فيها اتحاد كرة القدم الدولي (الفيفا)، ومثقفون عالميون مثل الأميركي نعوم تشومسكي، ومجموعة شخصيات فنية وأكاديمية عالمية، وبعثوا برسائل لقادة ومسؤولين عالميين من أجل التدخل لإنقاذه. واعتقلت "إسرائيل" محمود السرسك في يوليو/تموز 2009، بعدما أوقف على حاجز أريز العسكري شمال قطاع غزة، بينما كان في طريقه للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي في الضفة الغربية للاحتراف في صفوفه كلاعب كرة قدم، على الرغم من حصوله على تصريح مرور من سلطات الاحتلال. وحسب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، فإن السرسك خضع لتحقيق مكثف في سجن عسقلان لمدة 30 يوما متتالية، حول انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي، دون أن تقرن هذه الاتهامات بأي دلائل، ولم يقر الأسير بتلك التهم. وأصدر جهاز المخابرات "الإسرائيلية" بتاريخ 23 أغسطس/آب 2009 أمرا باعتقاله بموجب قانون المقاتل غير الشرعي الذي يعد شكلاً من أشكال الاعتقال الإداري، والذي يجيز اعتقال الشخص دون تهمة أو محاكمة ودون تحديد مدة الاعتقال. وبدأ محمود السرسك إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 19 مارس/آذار الماضي، احتجاجاً على استمرار احتجازه دون تهمة أو محاكمة، وعاقبته مصلحة السجون الصهيونية بنقله من سجن النقب الصحراوي إلى العزل الانفرادي في سجن بئر السبع. ومنذ تاريخ 16 أبريل/نيسان الماضي، يقبع السرسك في عيادة سجن الرملة جراء تردي وضعه الصحي، فيما رفضت سلطات الاحتلال عدة مرات نقله إلى مستشفى مدني.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام