الأسير أحمد دهيدي: رمز الصمود والتحرر

أحمد ذيب عبد الرحمن دهيدي، وُلد في 15 أكتوبر 1982 ببلدة عرابة، جنوب غرب جنين، التي تُعد من أكبر قرى القضاء وتتميز بمواردها الزراعية وتراثها التاريخي. تلقى أحمد تعليمه في مدارس البلدة وحصل على شهادة الثانوية العامة، قبل أن يواصل دراسته الجامعية في تخصص المحاسبة بجامعة النجاح.
تعرض أحمد للمطاردة من قوات الاحتلال لمدة عامين ونجا من عدة محاولات اغتيال، حتى اعتُقل في 15 يونيو 2003 بعد محاصرة منزل في عرابة. وُجهت له تهم الانتماء إلى سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والمشاركة في عمليات مقاومة أودت بحياة جنود إسرائيليين. حكم عليه بالسجن المؤبد مرتين، وقضى 21 عامًا في الأسر داخل سجن رامون.
ورغم ظروف الاعتقال، واصل أحمد مسيرته التعليمية وحصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ من جامعة الأقصى. تميّز بدوره القيادي داخل الحركة الوطنية الأسيرة، حيث شغل منصب أمير سجن رامون.
لم تقتصر معاناة الاحتلال على أحمد فقط، فقد تعرّض أشقاؤه للاعتقال، واستُشهد شقيقه صالح عام 2008 خلال عملية مقاومة.
وعلى الرغم من ذلك ظل أحمد رمزًا للصمود والتحدي في وجه الاحتلال.
وفي عام 2025، أُفرج عن أحمد ضمن صفقة تبادل بين حركة حماس وإسرائيل، ليعود إلى بلدته عرابة التي تتمتع بموقع استراتيجي وتراث غني. تقع عرابة على ارتفاع 380 مترًا عن سطح البحر، وتشتهر بزراعة الحبوب والزيتون، كما تضم مقام نبي الله "عرابيل" الذي زاره الرحالة عبد الغني النابلسي عام 1101هـ.
تحرر أحمد ليواصل مسيرته كرمزٍ للنضال الفلسطيني وقصةً ملهمة للصمود والحرية.