حلم كان صغيرا وبدأ يكبر.. وبإمكانيات بسيطة أرادت السيدة سهير أبو رميلة (43 عاماً) أن تتغلب على صعوبات الحياة وأن تدخل معترك العمل من دكان صغير تسد فيه جزءاً يسيراً من مصاريف عائلتها جنباً الى جنب مع زوجها.
وخلال أيام تحولت حياة السيدة أبو رميلة من حلم جميل وأمل كبير الى كابوس كبير وأمنيات صغيرة.. فاضطرت الى هدم منشأتها التجارية بنفسها، تنفيذا لقرار الهدم الإداري وتجنبا لدفع أجرة هدم لطواقم البلدية وتحمل مخالفات بناء.
وتمكنت السيدة أبو رميلة من تقديم فكرة مشروع للإغاثة الزراعية، وحصلت على الموافقة للمشروع في شهر آب 2014، وقد بدأت بالعمل بإنشاء غرفة صغيرة من الطوب مساحتها 35 مترا مربعا، في حي الثوري ببلدة سلوان، بجانب بيتها خصصت كدكان لبيع "المونة والمكسرات".
وقالت أبو رميلة :"شعرت بسعادة كبيرة وشعرت اني سأحقق شيئا كنت أتمناه، وبدأت يوما بعد يوم أزيد من انواع البضائع فيها وبدأت احقق أرباحا إضافية تسد احتياجاتنا".
وأضافت :"طمحت بأن يكون لي مشروعا صغيرا أتمكن فيه من مساعدة زوجي الذي يعمل كعامل بناء، ويعاني من ضيق تنفس ولا يتمكن من العمل بالدهان والبناء، وذلك لإعالة أسرتي المكونة من 9 أفراد وتوفير متطلبات أولادنا السبعة (أكبرهم 21 عاما وأصغرهم 8 سنوات)".
وأشارت أبو ارميلة أنه قبل ثلاثة أشهر بدأ الحلم يتلاشى وأصبح قرار الهدم الاداري حجر عثرة في طريق نجاحها، فقد اقتحمت الدكان بين الحين والاخر وتم تصويرها وتعليق أمر الهدم، فقامت بإغلاق الدكان وباعت محتوياتها بأقل من السعر الحقيقي ومؤخرا قامت بهدمها.
وأكدت أن تراكم الديون على منزلها كان سبباً لتحطيم طموحها، فبعض الديون كانت لضريبة الأرنونا بمبلغ ربع مليون شيكل، وديون لشركتي المياه والكهرباء، ومؤخرا قامت طواقم الضريبة باقتحام المنزل وحاولوا مصادرة محتويات المنزل أو دفع مبلغ مالي بشكل فوري، فاضطرت لاستدانة مبلغ 10 آلاف شيكل.
وقالت :"ان هذا المشروع كان طموحي وكانت فكرة صغيرة وكبرت يوما بعد الآخر، وفرحت أني عملت ما كنت أحلم به وبدأت بتحسين وضعي، لكن وللأسف فالوضع أخذ بالتراجع والحلم تدمر".
وتجبر بلدية الاحتلال أهالي مدينة القدس، هدم منازلهم بأيديهم، تحت طائلة التهديد بالحبس الفعلي، وفرض مخالفات بناء، إضافة لدفع تكاليف أجرة الهدم للبلدية، ويضطرا السكان لتنفيذ أمر الهدم رغم صعوبته... وأوضح مركز معلومات وادي حلوة أن 25 منشأة هدمت بيد أصحابها منذ مطلع العام الجاري،بينها منازل سكنية ومنشآت تجارية، وبركسات ومخازن، وتركزت في أحياء صور باهرن جبل المكبر، سلوان، بيت حنينا.
المصدر: وكالة معا