يستعد المواطن الفلسطيني طارق الهذالين ومجموعة من الشبان في خربة أم الخير، للمرة الثالثة على التوالي، لإعادة بناء المنزل الذي هدمته جرافات الاحتلال الإسرائيلي في الخربة بحجة البناء من دون ترخيص.
ويعرف أهالي خربة أم الخير، وهي من ضمن مسافر يطا، الواقعة شرقي بلدة يطا في جنوبي مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف منازلهم بغرض الضغط عليهم لترحيلهم من الخربة الملاصقة لسياج مستوطنة كرمئيل، والسيطرة على أراضيهم لصالح المستوطنة ذاتها.
وداهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخربة، صباح الأربعاء24/8/2016، بجرافة عسكرية، وشرعت بهدم ثلاثة منازل سكنية مبنية من صفائح الحديد، أحدها لشاب متزوج حديثاً لم يمض بضعة أشهر على سكنه، وهو نجل المسن سليمان الهذالين الذي تعرض للضرب والاحتجاز أثناء محاولته منع هدم منزل العائلة.
ويقول طارق الهذالين في رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي، إنّ "أهالي الخربة صامدون في وجه عمليات الهدم تلك، ومحاولات سلطات الاحتلال تهجيرهم الذي لن يتحقق". ويضيف وهو واقف على أنقاض منزل نجل الشيخ سليمان الهذالين، أنّه "مهما هدموا سنعيد البناء، ها نحن الآن نبني المنزل للمرة الثالثة على التوالي. هذا المنزل هدم أول مرة قبل حوالي العام، وهدموه للمرة الثانية قبل تسعة أيام، وعادوا اليوم وهدموه مرة أخرى، وسنبنيه من جديد".
حبال الخيَم في أم الخير مرتبطة في سياج مستوطنة كرمئيل، وعلى الرغم من أن الخربة تكبر المستوطنة بسنوات، يريد الاحتلال اقتلاع الوجود العربي في تلك الخربة. ويُصر الهذالين على رسالة الصمود في وجه جرافات الاحتلال، قائلاً: "مهما هدموا سنعيد البناء، لن نرحل من أرضنا".
من جهته، يقول منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوبي مدينة الخليل، راتب الجبور، إن سلطات الاحتلال تستهدف، أسبوعياً، أحد عشر خربة تقع ضمن مسافر يطا بغرض تهجير السكان والسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي. وتستهدف جرافات الاحتلال كل شيء في أم الخير، بحسب الجبور، "فالبناء ممنوع، والكهرباء ممنوعة، وحتى المياه، ولا يسمح بالتوسع العمراني، ولا البناء من الحجارة، كل شيء هناك مصنوع من الخيام وصفائح الحديد". ويرجح الجبور عمليات الهدم المتكررة التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية في أم الخير تعود للقضايا التي يرفعها المستوطنون الذين يعيشون في مستوطنة كرمئيل، بسبب دخان "طوابين" الخبز التي يعتاش منها أهالي الخربة.
وتأوي المنازل التي تم هدمها نحو 20 فرداً يملكها اثنان من الشيوخ المسنين، إضافة إلى مركز ثقافي في تلك الخربة البدوية. لكن أهالي أم الخير قرروا البقاء في أرضهم مهما كان الثمن، وسيصمدون في وجه الجرافات وسيتحدونها، وسيعيدون بناء ما تهدمه في كل مرة، ولن يتركوا الأرض إلا إذا عادوا إلى جبل الكرمل الذي هُجروا منه، وفقاً للسكان. ويبلغ عدد سكان خربة أم الخير حوالي 150 نسمة موزعين على نحو ثلاثين عائلة. يعيشون في مساحة صغيرة تبلغ مساحتها 400 دونم يسيطر الاحتلال على نصفها. يعتمدون على تربية المواشي، ويعيشون في حوالي 60 منزلاً وخيمة هدمها الاحتلال مرات عدة.
المصدر: فلسطين اليوم