جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
مع اقتراب حلول شهر رمضان مطلع الشهر المقبل، يستعد الفلسطينيون في القدس المحتلة لتزيينها كتقليد متبع منذ القدم، حيث يتم تزيين الشوارع، والأسواق، والطرق، وأبواب البلدة القديمة استقبالا للشهر الفضيل. واعتاد المقدسيون على ما يقوم به الاحتلال من خلال سلطات بلديته في القدس، بعرقلة هذه الظاهرة التي تعيد المدينة المقدسة إلى تاريخها الاسلامي والعربي. يقول التاجر فهمي الزغير: من حقنا أن نزين مدينتنا في شهر رمضان وفي كل مناسبة دينية، فالقدس إسلامية وتاريخها يشهد على هذه الحقيقة، والاحتلال والجماعات المتطرفة هم دخلاء، لا وجود لهم في عمر هذه المدينة، لذا فهم يسابقون الزمن في القدس من خلال التشويش على كل مناسبة دينية". وأضاف "من التشويش الذي يتم ممارسته في الآونة الأخيرة، استخدام جدران البلدة القديمة وسور القدس التاريخي وخصوصا في منطقة باب العامود وشارع الواد كشاشات عرض لمشاهد تهويدية للمدينة، وحرف الأنظار عن مظاهر الزينة التي تغطي كل شبر في البلدة القديمة". من جانبه، اعتبر د. جمال عمرو الخبير الجغرافي بمدينة القدس، الفعاليات التهويدية "خطوة استفزازية من قبل الجماعات اليهودية وبدعم من المستوى السياسي الرسمي والأمني في دولة الاحتلال للمسلمين، الذين يعتبرون شهر رمضان من أقدس الشهور، وله قدسية خاصة". وقال عمرو: حتى الجدران لم تسلم من فعالياتهم التهويدية، فهم يبدعون في شطب تاريخ المدينة، ويحاولون إظهار ما يسمى بتراث الهيكل المزعوم في كل مناسبة، حتى يجسدوا واقعا، وزينة شهر رمضان تصيبهم بالصدمة، فالمدينة التي تعاني التهويد على مدار العام في الليل والنهار تنفض الغبار عن كاهلها، وتظهر بين ليلة وضحاها بزيها الاسلامي". ويرى مدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني في زينة القدس في شهر رمضان تأكيدا على ان المدينة لا تقبل التهويد، وأن محاولة خطف الانظار بفعاليات تهويدية على سور القدس، وجدران البلدة القديمة وبشكل عام في القدس، هي محاولة فاشلة، "فالمدينة عصية على التهويد بالرغم من حجم المؤامرات الخطيرة، وفي التاريخ خير دليل". وقال الكسواني: حق المسلمين في المسجد الأقصى، لن تنال منه فعاليات يطلق عليها الاحتلال بالتلمودية، ومع ذلك فالمطلوب تجسيد كل ما هو اسلامي في كل مناسبة، وهذا من حق المسلمين في القدس". يشار ان منظمة "اليونسكو" اعتبرت المسجد الأقصى من أملاك المسلمين، وليس لليهود حق فيه، وتسميته بـ"جبل الهيكل" مخالف للوقائع الموجودة، الأمر الذي أثار حفيظة الكيان الإسرائيلي.
المصدر: فلسطين اون لاين