جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
" عرضوا علينا المستوطنين تعبئة البيت بالاموال مقابل شراءه ورحيلنا من المنطقة، ولكن والدى رفض طرحهم، واجابهم بانه لديه اموال كثيرة ولا يريد بيع البيت، وابدى رغبته بشراء بيوت المستوطنين فى حال اعلنوها للبيع".
هكذا قال المواطن تيسير محمد ابو عيشة "53 عاما" عن محاولات المستوطنين شراء بيتهم من والده بعد تنغيص حياتهم والتنكيل بهم لسنوات طويلة، ووجود البيت داخل مستوطنة اسرائيلية ومساحته 14*14. ويجسد صمود عائلة ابو عيشة عنوانا للمعاناة الفلسطينية مع الاحتلال الاسرائيلى لسنوات طويلة، حيث يسكن ما يقارب 15 فردا من اسرة ابو عيشة داخل المنزل المكون من طابقين بتل الرميدة فى الخليل، والذى ولد فيه هو وابنائه ويعيش بجانب والديه فيه قبل احتلال اسرائيل لفلسطين. واعتبر ابو عيشة منزله كالسجن الكبير لوجود قيود على حركتهم وحصولهم على تصاريح للدخول او الخروج من المنزل، نظراً لوجود اربع مستوطنات وثكنات تحيط بالمنزل من جميع الجهات. ويحيط بمنزل ابو عيشة من الجهة الشمالية مستوطنة تبعد عنه 4 امتار، والشرقية معسكر للجيش يبعد عن منزله 3 امتار، والغربية برج مراقبة للجيش والجهة الجنوبية مسجد قديم استحله اليهود واقاموا عليه نقطة اخرى لجيش الاحتلال الاسرائيلى، وتطل شبابيك وابواب منزله على ابواب المستوطنين. ولا يمتلك ابو عيشة سوى ممر صغير للدخول لبيته يشاركه فيه المستوطنين، ويمنع دخوله بسيارة لباب بيته، فى حين يسمح للمستوطنين الدخول بالسيارات ووضع سياراتهم فى اى مكان يرغبون، ويغلقون باب منزله بسيارة ويضطر ابو عيشة احيانا للصعود فوف سيارة مستوطن للدخول لمنزله . ويقول" حياتنا معاناة ونمر بحاجزين للاحتلال الاسرائيلى فى اقل من 100 متر لنصل بيتنا، وفى ظل الاحداث الحالية ندخل ونخرج بنظام المجموعات مع ابنائى تجنبا للتنكيل بهم، ويتوجب علينا ابراز الهويات للتأكد منا قبل الدخول والخروج وهذا الحال منذ عام 2000، لوجود بينا داخل مستوطنة وهى منطقة عسكرية مغلقة". ويتوجب على ابو عيشة ابلاغ الارتباط الفلسطينى باى زائر ينوى زيارة منزل ابو عيشة من اخوانه او اقاربه، ويتم الرد فى اليوم التالى بالموافقة او الرفض، حتى لو كان من اجل صيانة المنزل، فلا يسمح لاحد الدخول للمنزل سوى ساكنيه، وتقدم بطلب للارتباط عام 2010 من اجل ترميم المنزل وادخال مواد بناء، وحصل على الموافقة عام 2014، واجبروهم على نقل مواد البناء من الحاجز الاسرائيلى. ويتابع ابو عيشة" المستوطنين ينكلون باسرتى يوميا، من خلال القاء الحجارة علينا ورش المياه والقاء الشتائم وطرق باب المنزل ليلا، ورمى اكياس مياه علينا قرب الحاجز، وفتح مياه الاطفائية على ابنائى فى البرد والشتاء، ورش اكياس الطحين بالمياه، لكننا صامدون". واشار الى ان المستوطنين عام 2002 كسروا باب منزله ودخلوا للغرف بقيادة رأس العنصرية باروخ مارزل رئيس حركة كاخ، واعتدوا عليهم بالضرب وعلى ابنائه ، ويسكن مارزل على بعد 10 امتار من ابو عيشة. وافاد ابو عيشة ان جنود الاحتلال الاسرائيلى عمدوا مرات متكررة تأخير وصول سيارة الاسعاف لنقل زوجته للمستشفى للولادة ، وتوفى الجنين نتيجة التأخير، فى حين ان مستشفى عالية يبعد دقائق قليلة عن منزله، وفى الولادة الثانية بعد تنسيق الصليب الاحمر تمكن من الدخول وتوفى احد التوأم. وحاولت احدى المستوطنات قبل عدة سنوات حمل ابنة ابو عيشة العائدة من الروضة، والقائها فى حاوية القمامة، ويضطر ابو عيشة لاقامة حفلات الافراح لزواج ابناءه وبناته فى منازل اقاربه بعيداً عن تضييق ومنع الاحتلال الاسرائيلى لاسرته. ويتابع" نحاول التواجد فى المنزل يوميا قبل المغرب يوميا تجنبا للمشاكل، وعند تأخر ابنائى خارج المنطقة ينامون ليلتهم فى منازل اخواتهم المتزوجات". وأكد ابو عيشة انه لن يترك منزله برغم الاعتداءات المتكررة على منزله، ويمثل صموده جزء من المعاناة الفلسطينية منذ النكبة حتى الان.
المصدر: دنيا الوطن