أطلال وبقايا لمنزل كان قائما، وجوه شاحبه تجلس على قارعة الطريق، بكاء وصراخ، دعوات للصبر والاحتساب، بقع من دماء ملصقة في الحجارة المتناثرة، مختلطة في رمال الأرض، دعوات للصبر والاحتساب.. مشاهد صغيرة حية بعد سويعات قليلة من استهداف طائرات الاحتلال لعائلة المواطن حسين كوارع من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة صباح اليوم.
وبأنفاس متقطعة، وعيون يملئها الدمع، يقول الشاب محمد كوارع "كنا نرى المجازر عبر التلفاز تقترفها قوات الاحتلال بحق الناس، واليوم ما كنا نراه جرى مع عائلتنا وأبناء جيراننا ودون رحمة أو جنس ضمير".
ويسرد كوارع ، ما جرى بقوله إن زوجة أخيه تلقت اتصالا من المخابرات الإسرائيلية، طالبتها بالخروج من المنزل، وقد تبع ذلك اطلاق صاروخ من طائرة استطلاع، وفي سرعة كبيرة خرجنا جميعا من المنزل".
ويكمل بحرقة أن ضجة كبيرة جرت في المنزل، حيث يعيش خمسة من اخوانه كل واحد بعائلة وأسرة منفصلة، الى ان خرج الجميع وما هي الا لحظات الا وبصاروخ اخر يهز المنطقة جميعها ويحدث جلبة واسعة.
ويضيف "تركت اطفالي بين يدي زوجتي، ورجعت إلى المنزل، لأرى أطفالا جثثا متطايرة في الشارع، تنزف دما، لم أصدق ما ترى عيني، صرخت، وقد لمحت بعيني أيضا أن هناك من أبناء جيراننا من دخل منزلنا بالتزامن مع اطلاق الصاروخ".
وبعد أن مسح دموع عينيه، يقول إن ثمانية جثث كانت منتهية منها الحياة بشكل كامل، بفعل الصاروخ، والكثير من الاصابات في صفوف الجيران جلهم نقلوا إلى المستشفى، لا اعلم عن حالتهم شيئا.
ويشير إلى أن معظم الشهداء هم من الأطفال صغار السن، بعضهم فصل رأسه عن جسده، بفعل قوة الانفجار، ليسوا فقط من عائلته، وقد زاد ذلك ألما كبيرا في صدره، وحرقة لا يستطيع أن يصفها لأي كائن كان.
ويؤكد أن الطائرة الإسرائيلية كانت ترى بوضوح الأطفال حول البيت، وبجواره، لأنها كانت لا تفارق الأجواء، وان الاستهداف كان متعمدا لأحداث إيلاما كبيرا في صفوف الناس والعائلة ودون أن يقترفون ذنب يذكر.
ويضيف أن ثمانية عائلات فجعت باستشهاد أبناءها، وأكثر من 26 فردا يعيشون في بيت عائلته المدمر باتوا في الشارع لا يمتلكون إلا ما عليهم من ملابس، ولا يوجد أمامهم أي بديل كان للمأوى.
ويرى الشاب كوارع أن الاحتلال الإسرائيلي ينتقم من العائلات الفلسطينية، ويستهدف متعمدا حياتها، وأن هذا الديدن، موجود منذ أن وطئت أقدامهم أرض فلسطين، وأعلنوا فيها دولتهم عام 1948 ميلاديا.
ويتساءل بحرقة "يحترق دمي وأنا أسئل نفسي ما الذنب الذي اقترفناه، ولماذا هذا الإجرام الدموي الذي يجري بحقنا وبحق الكثير من العائلات الفلسطينية ليل نهار، ودون مراعاة حتى للأطفال وكبار السن.
ويرفع الشاب كوارع يديه إلى السماء متضرعا إلى الله بدعائه أن ينتقم من المجرمين اليهود الذين لم تشفع لهم حرمة البيوت وما فيها من بشر، وأن يرحم الله الشهداء الصغار والكبار الذين سقطوا باستهداف منزلهم.
المصدر: فلسطين اون لاين